منتدى الاستاذ امير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الاستاذ امير

منتدى الاستاذ امير
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 موسوعة الثعابين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ameerzanaty
Admin
ameerzanaty


عدد الرسائل : 176
العمر : 49
الموقع : https://ameer.3oloum.com
تاريخ التسجيل : 21/02/2008

موسوعة الثعابين Empty
مُساهمةموضوع: موسوعة الثعابين   موسوعة الثعابين Icon_minitimeالأحد أبريل 20, 2008 6:22 pm


الأصلة الدموية

موسوعة الثعابين 2567.imgcache

الأصلة الدموية

ارتأيت أن نبدأ بهذه الأفعى التي تسكن بعيدا في جنوب شرق آسيا، وهي تسمى الأصلة الدموية. أعرف أن بعضكم يتساءل الآن ما تعنيه كلمة دموية، هل هي من مصاصو الدماء؟ هل تشرب من دم ضحاياها؟ كلا على الإطلاق فهي تحمل هذا اللقب لأن جزء كبيرا من جسمها عادة ما يميل إلى الاحمرار، بما أن الدم أحمر أطلق على هذه الأفعى لقب الدموية.
علما أن لون هذه الدموية داكنا، وهو يميل إلى اللون الأحمر الممزوج بالبني الذي يغطي جسمها. يمكن أن ترى بأنها ليست من الثعابين الطويلة ولكنها ثقيلة الوزن وبدينة جدا، تتميز بسماكة غير اعتيادية. كما أنها بطيئة جدا أي أنها لا تتحرك بسرعة كبيرة. إذا أردت البحث عن أصلة دموية في جنوب شرق آسيا، يمكن أن تعثر عليها في مناطق تغطيها غابات المطر، وكثيرا ما تجدها بالقرب من الأنهر والجداول، وإذا فكرت مليا تعرف بأنك ستجد الكثير من الأفاعي السمينة إلى جانب الأنهر والجداول والبحيرات والبرك. أما السبب في ذلك فهو أن الثعابين الكبيرة أن تعمل بجهد كبير كي تزحف على الأرض، أي أن ذلك يتعبها جدا وتستهلك الكثير من الطاقة في الزحف. أما إذا كانت تسبح في الماء فهذا يساعدها على الحركة بسهولة أكبر، لأن الماء يساعدها على حمل جسمها الثقيل، وهذا ما ينطبق على الناس. فإذا ما تأملت بشخصين أحدهما سمين والآخر ضعيف، وهما يركضان أي منهما يبذل جهدا أكبر وأي منهما يستهلك المزيد من الطاقة؟ لا شك أنه السمين بالطبع، لأنه يجد صعوبة أكبر في تحريك جسمه على الأرض، أما إذا وضعتهما في المسبح، فمكن المحتمل أن يتمكن البدين من السباحة بالسهولة والكفاءة التي يتمتع بها الضعيف لأن الماء تساعده على حمل وزن جسمه. لهذا كثيرا ما نجد الثعابين السمينة تسكن إلى جانب البرك والبحيرات والأنهر، وهذا ما ينطبق على الأصلة الدموية.
رأينا إذا أنه هذه الأفعى السمينة جدا تسكن في المناطق الاستوائية، وهي معتادة على أكل الجرذ والفئران والحيوانات الأخرى الصغيرة، وخصوصا الثديات الصغيرة منها على وجه الخصوص.
أما الطريقة التي يعتمدها هذا الثعبان للصيد فهي انتظار تلك الحيوانات على مقربة من الماء حتى تأتي كي تشرب من هناك. قد يتساءل البعض ماذا يفعل تحديدا لاصطيادها؟ جميعنا يعرف أن الأصلة كجميع بنات جلدها من العاصرات، أي أنها تمسك الفريسة بفمها ثم تلف جسمها حوله وتعصر حتى يعجز عن التنفس ويموت، فتبتلعه عل الفور. ولكن كيف تتمكن من الإمساك بالفأر أو الجرذ؟
يمكن اختصار ذلك بالقول أن الثعبان يختبئ بين بعض الأعشاب القريبة من النهر أو البحيرة، ويجلس بهدوء وسكينة تامة. قد يقول البعض أنه من الصعب على ثعبان كبير بهذا الحجم ان يختبئ جيدا، تذكر بأن ألوان هذه الثعابين عادة ما تكون لامعة، كالأحمر اللامع والأصفر الفاقع والبقع الأخرى الساطعة فوق جسمها. قد يقول البعض أنه من السهل رؤيته حتى لو اختبأ تحت الأعشاب الكثيفة. ولكن الحقيقة هي أنك إذا تأملت في المنطقة التي يختبئ فيها ستلاحظ بأن أوراق الشجر والنفايات تميل إلى البني الداكن والأحمر، حتى أن لون الوحل الذي هناك عادة ما يميل إلى الاحمرار. أي أن ألوان جسم الأفعى تتناسب جدا وألوان المنطقة التي تحيط فيها. كما أن الكثير من أوراق الشجر التي تختبئ بينها ميتة، وعندما تموت أوراق الشجر تصبح صفراء. وهكذا رغم أن جسم الأفعى مغطى بالبقع الحمراء سيجد الكثير من الأوراق الصفراء والحمراء فوقها أيضا، ما يساعدها على الاختباء جيدا. ما يساعد الأفعى أيضا هو أن الحيوانات عادة ما تنزل إلى الأنهر للشرب عند غروب الشمس، أي عندما تخيم الظلال على المكان. وهكذا فإن البقع الداكنة تساعده على الاختباء بين الأعشاب ببراعة فريدة.
وهكذا فإن هذه الثعابين تستطيع الاختباء جيدا بين الأعشاب القريبة من البحيرات والأنهر، بحيث يصعب على الفريسة أن تراها جيدا. ولكن كيف للأفعى أن تعرف بأن الجرذ أو الفأر هناك؟ نعرف أنها لن تسمع خطوات أيا منهما. طبعا فليس للثعابين آذان، أي أنها لا تسمع شيئا على الإطلاق. مع أنها تشعر بذبذبات عبر الأرض ما يبلغها بوجود حيوان كبير قريب من هناك كالإنسان أو البقر أو الثيران أو حصان أو ما شابه ذلك. عند ذلك يعرف الثعبان أي موقع خصمه. ولكن إن كان الحيوان صغيرا كالفأر والجرذان المحتمل ألا ترتج الأرض تحته إطلاقا، أي أن هذا الأمر لن يساعده . ولكن ماذا عن عيناه؟ وهي كبيرة كما ترى، ولكن الثعابين ترى عبر مسافات قصيرة، كما أنها لا ترى إلا الأشياء المتحركة، ما يعني أنه إذا كان الفأر متسللا ولا يتحرك بسرعة قد لا يتمكن الثعبان من رؤيته جيدا. كما أن الظلال تخيم على المكان ساعة الغروب ما يساعد الفأر على الاختباء من الثعبان أيضا، إلى جانب اختباء هذه الأخير من الفأر في الظلال. ولكن كيف له أن يكتشف وجود الفأر؟ حسنا نعرف أنه يعتمد على لسانه كعضو للشم، ما يعني أنه سيبلغه بوجود الفأر أو غيره، ولكنه لن يحدد له بدقة مكان وجود الفأر.
يتمتع هذا الثعبان بشيء آخر، يمكن أن يساعده، وهو قدراته، على التركيز لمعرفة وجود هذه الحيوانات. تتمتع هذه الثعابين بصبر جميل جدا، إذ يمكنها الجلوس دون أن تأتي بأي حركة لساعات طويلة جدا، ودون أن يصدر عنها أي صوت على الإطلاق. وأخيرا عندما يتسلل ذلك الفأر أو الجرذ من جانبه ويصبح على مسافة قريبة منه ينقض عليه الثعبان ويمسكه بين فكيه ويعصره حتى يعجز عن التنفس ويبتلعه.
وهكذا نرى بأن الأصلة الدموية معتادة جدا على العيش ضمن الظروف الخاصة بالغابات الاستوائية لجنوب شرق آسيا.
=-=-=-=-=-=-=
سنتحدث الآن عن ثعبان جميل يعيش في الولايات المتحدة، والحقيقة أنه من الثعابين الأشد سما في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تسمى بالأفعى المرجانية، التي تنتشر في الكثير من الولايات الجنوبية من أميركا، كما تتواجد في كرولاينا جنوبا نحو جورجيا وألاباما ومن هناك إلى فلوريدا لتعبر الخليج إلى تكساس ومن هناك إلى أريزونا. كما تنتشر في الكثير من أرياف مكسيكو. والحقيقة أنك إذا تابعت المسير جنوبا عبر المكسيك، ستعثر على عدد من أقاربها، فهناك أفاع مرجانية تعيش في أمريكا الوسطى والجنوبية أي أن هذه الأفعى تنتشر في عدة مناطق من القارة الأمريكية. يمكن أن ترى بأنها أفعى جميلة جدا تتمتع بثلاثة ألوان لامعة على شكل حلقات تغطي جميع أنحاء جسمها ذات ألوان حمراء وصفراء وسوداء. وهناك بعض التنوع في هذه الألوان، إذ يمكن للأحمر أن يكون زهري أو برتقالي كما يمكن للأصفر أن يكون عاجيا أو حتى أبيض ناصع، ولكنها عادة ما تكون حمراء وصفراء وسوداء في أغلب الأحيان.
نعرف بأن المرجانية ليست من الأفاعي العملاقة، والحقيقة أنها لا تبلغ أحجاما كبيرة بل عادة ما يتراوح طولها بين قدمين أو قدمين ونصف القدم، وهي تصبح كبيرة جدا عندما تبلغ ثلاثة أقدام، وهذه مرجانية كبيرة جدا كما ترى، حتى أنها تقارب الأربعة أقدام، ومع ذلك تستطيع أن تلاحظ بأن الكبيرة منها نحيلة جدا، أي أنها على خلاف ما قد تبدو عليه أفعى مانسون المائية.
تعتبر المرجانية من الأفاعي الحفارة، فهي من الثعابين التي تمضي الكثير من الوقت في الحفر تحت الأرض، وهي تحب العيش هناك بين الحطب القديم وأوراق الشجر وأماكن مشابه، أي أنها تتصرف بسرية وكتمان، لهذا قلما يشهد المرء هذه الثعابين من حوله. علما أنها تنتشر في الأماكن التي تكثر فيها العيدان أو النباتات المنتصبة حيث يفاجئك سماع أحدهم يصرخ هناك أفعى مرجانية. وكأن انقلاب حدث بين الحضور الذي يتركون المعاول والعصي ويتراكضون إلى البيت ليوصدون الأبواب ويتصلون بالشرطة، ويفعلون ما بوسعهم للخلاص من تلك الأفعى.
والحقيقة أن هذه هي الطريقة المناسبة للنجاة من هذه الأفعى والخلاص من لسعاتها.
لا شك أن هذه الأفعى لا تنتشر فقط في الحدائق ومزارع الورود فحسب، بل يمكن أن تجدها في الغابات الصغيرة، كما يمكن أن تعثر عليها في الأماكن المحيطة بالأنهر والبحيرات، وفي الأماكن المشابهة جدا بالأدغال، وقد تجدها في منطقة تعرف بأفرغلاد في ولاية فلوريدا، أو في مستنقعات ولايات مثل لويسيانا أو مسيسبي. أي أنها تنتشر في أماكن متنوعة ومختلفة جدا. ولكنها حيثما كانت ستبقى تحت شيء ما فهي عادة ما لا تخرج للزحف في المناطق المفتوحة. لا شك أن المرجانية تمضي الكثير من الوقت تحت الأشياء، وهي تتفذى على السحالي والضفادع ولكن طعامها المفضل هو الثعابين. لهذا فهي إن كانت حياة أليفة عادة ما تتغذى على الأفاعي لهذا ليس من السهل تدجينها أي أنها ليست من الحيوانات التي يحب المرء اقتنائها لعدة أسباب. أي أنها تأكل الكثير من الأفاعي فهي طعامها المفضل.
والآن كيف لأفعى المرجانية أن تنجو من أعدائها؟ عادة ما لا تواجه عدوا لأنها تمضي الكثير من الوقت تحت أشياء كثيرة، أي أن هذه ليست مشكلة كبيرة بالنسبة لها، ولكن إذا واجهت عدوا ما، قد تلوذ بالفرار إلى الأخاديد والحفر كأي ثعبان آخر، كما أنها أحيانا ما تلجأ إلى وسيلة غير اعتيادية، وذلك بلف ذيلها حتى يصبح على شكل كرة، ثم ترميه في وجه العدو. عندما تفعل ذلك غالبا ما يعتقد العدو أنه رأس الأفعى، فيرتد إلى الوراء في محاولة منه لتفادي لسعاتها، وعندما يفعل ذلك يمنح المرجانية بضعة ثوان لا تحتاج إلى غيرها للزحف والفرار بعيدا. أي أن هذه الثعابين تتمتع بطريقة جيدة للنجاة من أعدائها.
أضف إلى ذلك أنها إذا عجزت عن الفرار، عادة ما تلسع مهاجمها، وتحقنه بسمها القوي جدا. يتميز هذا السم بأنه من النوع العصبي، أي أنه يهاجم الأعصاب ويوقفها، ويشل المرء تماما حتى أنه يوقف خفقان القلب، ويوقف تنفس الرئتين، وعندما تحصل أشياء من هذا النوع، يموت المصاب، أي أنها لسعات فتاكة.
الجانب الآخر من المسألة هي أن وسيلة حقن السم كسولة وبطيئة جدا، فهي تجد صعوبة في جعل السم يصل إلى الضحية، ذلك أن أنيابها صغيرة جدا، وفمها صغير أيضا، وهذا هو الحال بالنسبة لرأسها أيضا. لهذا تجد صعوبة في لسعاتها وحقن المصابين بالسم. كما أنها لا تفلح لسعاتها في عبور الأحذية، وهي تجد صعوبة في اختراق الملابس السميكة، أو قفازات العمل أو السترات الجلدية الثقيلة. أي ا،ها تواجه صعوبة في لسع الضحية، وحتى إذا لسعت أحدا وهو حاف لا يلبس حذاء، عليها أن تطيل العضة حتى تمكن من حقن السم في الجرح لأن أنيابها ليست طويلة، علما أنه إذا تعرض أحدكم لهذه العضات الطويلة عليه أن يبعد الأفعى عنه، دون أن يتركها تعض لأنها كلما أطالت العضة كلما تمكنت من حقن المزيد من السم. المهم أنها تواجه صعوبة في حقن السم، ما يناسب البشر جدا، ولا يناسب الثعبان.
حقيقة أن للمرجانية أنياب قصيرة لا يعني أنها ليست من الأفاعي الخطيرة، بال بالعكس تماما، ولا أريد لأحد أن يتعرض لما أصاب صديق لي في تكساس، كان يتنزه على أحد الأرصفة فظن أه شاهد في حديقة مجاورة، عقد ملون. فاقترب ليلتقط العقد ويتأمل به ولكنه وجد نفسه يحمل أفعى مرجانية. تنبه إلى الأمر متأخرا بعض الشيء ولكن رمى الثعبان وتوجه إلى المستشفى. ولكنه قبل ذلك فكر بأن يحمل الثعبان معه، فأحضر كيسا وأمسك الأفعى بيده ووضعها هناك، فلسعته للمرة الثانية، عند ذلك أصبح بحالة سيئة، ولكنه وصل إلى المستشفى وتوجه إلى غرفة الطوارئ حيث أبلغ الجميع بأن أفعى مرجانية قد لسعته، فجاء الطبيب لرؤيته ولكنه فتح الكيس الذي معه، وأمسك بالأفعى المرجانية التي لسعته للمرة الثالثة.
وكانت النتيجة أنه تعرض لإصابة خطيرة كادت تقتله. مع أنه حصل على جرعة مضادة للسم ونجى بنفسه ولكن أحدا لا يريد التعرض لمثل هذه التجربة، فإذا لسعتك أفعى خطيرة كهذه لا تحاول أن تمسك بها أو تقتلها أو تأخذها معك إلى المستشفى، لأن هذا سيسبب لك المزيد من المتاعب. لهذا إن رأيت هذه الأفعى دعها وشأنها.
قد يتساءل البعض وكيف لي أن أعرف بأنها المرجانية؟ هذا سؤال جيد جميعنا يعرف بأن لها ثلاثة ألوان الأحمر والأسود والأصفر على شكل حلقات متتالية، علما أن هناك ثعابين أخرى تتمتع بحلقات من هذه الألوان أيضا، ولكنها ليست مرجانية وليس لديها سم. وهي تسمى بالمزيفة ومنها أفعى الحليب والأفعى الملكة بين غيرها. تتمتع الثعابين المزيفة بحلقات يعلوها الأحمر والأسود والأصفر، ولكن الحلقات السود تفصل بين الحلقات الحمر والصفر. وحدها المرجانية تملك الحلقات الحمر خلف الصفر، وأفضل طريقة لتذكر ذلك، التفكير بإشارة السير، حيث ترى الأصفر إلى جانب الأحمر ما يدعوك للتوقف والحذر والتباطؤ، وإذا رأيت ثعبان تتوالى الحلقات الصفر فيه بعد الحمر يعني الأمر نفسه، التوقف والحذر والابتعاد عنه كليا، فلديه سم فتاك فعلا. تذكر أن الأحمر إلى جانب الأصفر يعني أنها مرجانية فعلا، ولا داعي أن تمنحها الفرصة لأن تلسعك.
=-=-=-=-=-=-=
سنتحدث الآن عن ثعبان جميل يسكن الشرق الأقصى، وهو يسمى الأفعى المتهادية. وه تنتشر في مناطق مثل جزر فلبين، وفي إندونيسيا وماليزيا، وبورنيو، ولا شك أن المتهادية جزء من فصيلة بيت فايبر، ونحن في الولايات المتحدة لدينا أفراد من هذه العائلة، نذكر من بينها المجلجلة ومائية ماكنسن ونحاسية الرأس وجميعها جزء من هذه العائلة. نذكر أن المتهادية شبيهة جدا بقريبة لها تسكن الولايات المتحدة، وهي مائية ماكنسن، التي تشبها من حيث البنية، كما وفي شكل الرأس، من الواضح أن للمتهادية رأس كبير وكثيف تماما كرأس الماكنسن، ولديها أيضا جسم ثقيل وبدين وقصير نسبيا، ومع ذلك فإن أفعى ماكنسن تعتبر أكبر من هذه لأن طولها قد يبلغ ستة أقدام وحتى أطول من ذلك، أما المتهادية فيتراوح طولها بين قدمين وثلاثة أقدام، وإذا عثرت على واحدة تزيد عن ثلاثة أقدام ونصف فستسجل رقما قياسيا بين هذه الثعابين.
لدى المتهادية أيضا بعض الفوارق الأخرى التي تميزها عن مائية ماكنسن. ولكن يجب القول أولا أنهما متشابهتان في الأنياب وبأنهما من الثعابين السامة طبعا، كما أن مائية مانكسن تمضي الكثير من الوقت في الماء، كما تحب تسلق الأشجار التي تتدلى من فوق الأنهر أو البحيرات، ما يساعدها على القفز في الماء حالما تتعرض لأي خطورة فتصبح في أمان، ولكن إذا كانت الشجرة مستقيمة لا يمكن لتلك الأفعى أن تتسلقها لأنها لا تتقن تسلق الأشجار، أما المتهادية فهي من الأفاعي الشجرية، وتعيش فوق الشجر، أي أنها تمضي الوقت في تسلق الأشجار.
تكثر هذه الأفاعي وسط الأدغال الكثيفة كما أنها تعيش في مزارع الجزر في فيليبين، وأماكن أخرى مشابهة. حيث تمضي الوقت فوق النباتات والشجيرات الصغيرة.
لا شك أنها تأكل الكثير من الحيوانات التي تجدها فوق تلك الشجيرات، ومن بينها العصافير، كما تأكل السحالي، دون أن تتخلى كذلك عن الفئران والجرذ التي تعثر عليها تحت الشجيرات، وهي تتدلى من فوق لتلسعها وتقتلها وتأكلها. أي أنها تأكل أنواعا كثيرة من الطعام تفوق ما تأكله الثعابين الشجرية المشابهة الأخرى.
مع أنها من الثعابين التي تسكن الأشجار، ولكنها لا تتحرك بسرعة أبدا، بل هي من الثعابين البطيئة والكسولة، تتقن التسلق دون أن تتحرك بسرعة. كما تتمتع بذيل إمساكي، أي أنها تستعمله كي تمسك به أغصان الشجر كما يمسك المرء الأغصان بيديه، أي أنها تجيد التسلق ولكنها لا تقفز بين الأشجار كما تفعل الكثير من الثعابين الشجرية الأخرى، بل تتحرك ببطئ شديد فوق الأغصان.
نعرف بأن للأفعى المتهادية أسم آخر تشتهر به، فهي تسمى بأفعى المعبد، أما السبب في ذلك فهو أنها تتحرك بحرية كاملة في أحد المعابد المنتشرة في جزيرة بانينغ، يمكن العثور هناكعلى كميات كبيرة من هذه الثعابين تتسلق الأشجار والنباتات الكثيرة داخل المعبد، وهي تسكن هناك لأن الناس يغذونها. يوجد هناك الكثير منها، والكثير من الناس المعجبين بالثعابين، علما أنها لا تلسع أي شخص منهم. وهذه مسألة غريبة ولكن يقال أنها حقيقة واقعة في تلك الجزيرة.
الأمر الغريب الآخر بشأن هذه الأفعى هو أنها مدعى للتفاؤل، وذلك في جزيرة بورنيا، الكثيرين من سكان الجزيرة يحبون أن تسكن إحدة هذه الأفاعي فوق الشجيرات المجاورة لبيوتهم لأنها مدعاة للتفاؤل بالخير والصحة والسعادة وتحسين كل شيء بالنسبة لسكان البيت المجاور.
قد يعتقد الناس هناك بالأمر جديا، علما أن هذا الاعتقاد لن يجعل البعض يتصل بتلك الجزيرة طلبا لبعض الثعابين، لأني متأكد بأن باقي أنحاء لعالم من الولايات المتحدة إلى أمريكا الجنوبية وأفريقيا وإسبانيا وبريطانيا ستتمسك بأسباب تفاؤلها الخاصة كالأرانب والحمائم وحدوة الحصان، ولا أظن أن أحدا اليوم يجمع هذه الأشياء لأنه يتفاءل بها.
--------------------انتهت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ameer.3oloum.com
ameerzanaty
Admin
ameerzanaty


عدد الرسائل : 176
العمر : 49
الموقع : https://ameer.3oloum.com
تاريخ التسجيل : 21/02/2008

موسوعة الثعابين Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الثعابين   موسوعة الثعابين Icon_minitimeالأحد أبريل 20, 2008 6:37 pm

الأفعى ذات الشامة

موسوعة الثعابين 2575.imgcache

ذات الشامة

رأيت أن نبدأ بالتعرف إلى هذه الأفعى، التي تسكن في المناطق الجنوب شرقية من الولايات المتحدة، يمكن أن نجدها تحديدا في أرجاء ميرواند، نزولا إلى الشواطئ الأطلسية، وصولا إلى شواطئ ولاية فلوريدا، علما أنها لا تصل إلى نهاية الشواطئ بل عند أول الخليج. كما يمكن العثور عليها في غرب ألاباما وأرجاء تينيسي، وهي واحدة من أفراد عائلة الأفعى الملكة، إذا تأملت بها يمكن أن ترى بأنها ليست من الأفاعي الشرقية، كما أنها ليست من أفاعي السلسلة، كما أنها طبعا ليست من الأفاعي القرمزية. بل يسمونها أفعى الملة ذات الشامة. قد يتساءل بعضكم ولكن لماذا يسمونها ذات الشامة؟ حسنا لنتأمل بها جيدا، لنبدأ أولا من الرأس، وفي الجسم، وذيلها تحت، لننظر إلى بطنها، وملامحها، كلا، ليس في جسمها أي شامة تذكر. ليس على الإطلاق. قد يقول البعض أنها لم تحمل هذا الاسم لهذا النوع من الشامات، وهذا صحيح، فهي تحمل اسم حيوان صغير يسكن تحت الأرض، وهو يسمى الشامة، وهذه الثعابين تمضي غالبية وقتها تحت الأرض أيضا، لهذا يسمونها ذات الشامة، يجب أن نعلم بأن هذه الأفعى صغيرة جدا بعد، ولكن عادة ما يتراوح طولها بين ثلاثين وأربعين إنش، حتى أنها قد تبلغ أحيانا أربعة أقدام. أي أنها من الحجم العادي كأفعى الملكة.
ولكنها أحيانا ما تحمل اسما آخر، فهناك من يلقبها أفعى الملكة البنية. مع أن هذا اللقب أربكني حين سمعته لأول مرة، فتساءلت كيف يسمونها بنية؟ لا شك أن فيها بعض اللون البني ولكن أنظر إلى كل تلك البقع على ظهرها وجانبيها وفي كل مكان، وجميعها بقع بنية داكنة، فقلت في نفسي من الأجدر تسميتها بذات البقع البنية أو ذات الرقع البنية، أو شيء من هذا القبيل يوضح الأمر أكثر. ولكنهم أرادوا أن يطلقوا عليها اسم أفعى الملكة البنية فقط. السبب الرئيسي الذي جعلهم يطلقون عليها هذا الاسم هو أنه إذا تأملت بهذه البقع، عندما تتقدم الحية بالسن، تتضح ألوانها تدريجيا، ويصبح لون جسمها داكنا، وعندما يكتمل نضوجها، تتخلص من البقع كليا، لتصبح أفعى ملكة بنية، أي أن الاسم يليق بها تماما. ولكنها ستبقى معروفة باسم ذات الشامة، لأنها تعشق الحفر تحت الأرض.
حسنا والآن لإشباع فضول البعض فقط حدث يوما ما أن جلس أحدهم مع هذه الثعابين بعد أن جمع حشدا كبيرا منها، وأخذ يعد البقع التي على جسمها، لا أعرف لماذا فعل ذلك، ولكن هذا ما حدث وقد تبين له أن لديها خمس وخمسون بقعة في جميع أنحاء الجسم، لهذا إذا رأيتها يوما وأردت أن تعد البقع تأكد مما إذا كانت خمس وخمسون هذا هو العدد التقريبي مع أنها تزيد أحيانا ولكن هذا هو المعدل.
لا شك أن هذه تنتمي إلى فصيلة أفعى الملكة. إذا ما هو الطعام الذي تتناوله برأيك؟ بما أنها تنتمي إلى هذه الفصيلة فمن الطبيعي جدا أن تتغذى على الثعابين، بالطبع، فهي تحب طعم الثعابين، إلى جانب ذلك فهي تحب أن تأكل ثعابين ذات الشامة مثلها، وترى أنها لذيذة الطعم، لهذا يمكن أن تأكل أمها وأبوها وأخيها وأختها وأطفالها وأحفادها وأجداد أجداده إذا عثر عليهم. أي أنها تأكل جميع أنواع ذات الشامة، دون أن تكترث إن كانت من أقاربها، علما أنها لا تعرف ذلك بالطبع، وأعتقد أن الأمر سواء بالنسبة لها، فهي تحب طعم الثعابين مع أنها تأكل حيوانات أخرى أيضا، فكثيرا ما تتغذى على الفئران والسحالي وحتى على الضفادع إذا توفرت إلى ما هنالك.. ولكن أكثر ما تحب أكله هي الثعابين.
والآن أين تعتقد أنه بالإمكان العثور على ذات الشامة؟ كثيرا ما يمكن العثور عليها بين أخشاب الشجر القديمة، ولكن الأماكن المفضلة بالنسبة لها هي حقول المزارع، إلى جانب الحقول المزروعة الأخرى أو الحقول الفارغة، فهي تحب المراعي، أو أماكن أشبه بالمروج، حتى أنك يمكن أن تعثر عليها أيضا في في الحدائق المنزلية ضمن مناطق سكنية.
نعلم أنها تمضي خمس وتسعون بالمائة من وقتها تحت الأرض، وهي لا تخرج من جحورها إلا عندما ينهمر المطر غزيرا فتمتلئ الجحور بالماء، فتجبر على الخروج منها كي لا تغرق في الوحل، أي أن هذه هي اللحظة المناسبة التي يمكن أن تشاهد فيها.
ماذا تفعل هذه الثعابين للتخلص من أعدائها؟ قد يتساءل البعض ومن أين لها الأعداء وهي تمضي غالبية وقتها تحت الأرض؟ ولكن عدوها الوحيد، يسكن تحت الأرض. هل تعرف من هو؟ إنه أفعى الملة ذات الشامة أيضا، بلا شك، فإذا التقت بأفعى مثلها تماما، وكان حجمها أكبر، ستأكل الأفعى الأخرى، وإذا كانت الأخرى أكبر، ستأكلها. بلا شك هذا هو الحال بين هذه الثعابين، وعليها أن تتنبه من أمثالها كعدو رئيسي لها. أما عدوها الآخر فهو فوق سطح الأرض، ولكنه ليس حيوان، كلا، بل هو المحراث. قد يتساءل البعض أي محراث؟ تعلم بأن الفلاح يستعمل المحراث لحرث أرضه قبل أن يزرعها، وهو أداة حادة جدا تقلب سطح التربة. فإذا كان الثعبان يزحف تحت التربة، ليعبر المحراث من هناك، يمكن أن يقطعه نصفين.
هل تعلم ماذا يحدث لنجم البحر إذا قطعته نصفين؟ يتحول إلى نجمتي بحر بصحة وعافية.
هل تعرف ما يصيب ذات الشامة إذا قطعتها نصفين، تموت على الفور مقطوعة نصفين. لا يمكنها أن تعيش بعد ذلك، أما إذا انقطع ذيلها فحسب، فالأمر يختلف، يمكنها العيش على هذا الحال، كأي شخص فقد أحد أطرافه، ولكن إذا ما قطه من النصف، هل سيحيى؟ لا يمكن، وهذا حال الثعبان، فإذا ما قطعت من النصف، ستموت في الحال، لهذا فالمحراث يشكل خطورة عليه. ما يجعله يسكن في حقول المزارع هو وفرة الأطعمة فيها، ولكنه مكان خطير وقد يكون أكثر أمنا إذا سكن في المراعي والمروج، وحتى في الحديقة الخلفية، حيث لا يمكن أن يقطعه المحراث.
=-=-=-=-=-=-=
سنتعرف الآن إلى هذه السحلية التي تعيش في جنوب المكسيك وفي غرب تكساس وفي أرياف مكسيكو. وهي تسمى سحلية شوك التصدع. لا شك أنك ترى بوضوح سبب هذه التسمية من خلال الأشواك المنتشرة في جميع أرجاء جسمه، على رأسه وظهره وقوائمه وحتى فوق ذيله، هي أشواك حادة منتشرة في كل مكان فوق جسمه.
تنتمي هذه السحلية إلى فصيلة السحالي الرشيقة، التي تتمتع بتنوع فريد بين أفرادها. إذ يمكن أن ترى بعض هؤلاء يسكن على مستويات تحت سطح البحر، كما يسكن بعضهم الآخر، على ارتفاع ثلاثة عشر ألف قدم فوق سطح البحر. أي فوق جبال ترتفع لبضعة أميال. وهذا فارق كبير. يمكن أن نجد بعضها يسكن في غابات المطر، وبعضها الآخر في الصحاري القاحلة، كما تنتشر فوق الجبال المغطاة بالأشجار، أي أنها تسكن في ظروف بيئية متنوعة جدا.
تنجب بعض السحالي الرشيقة صغارها أحياء، أما البعض الآخر فيضع البيض. كما يمضي بعضها حياته فوق الشجر، بينما يعيش البعض الآخر تحت الأرض، أي أن هناك تنوع كبير في هذه العائلة، أما هذه الرشيقة الشائكة، أو المتصدعة الشائكة كما يقال، هي واحدة من أكبر سحالي هذه العائلة، حتى أن طولها أحيانا قد تصل إلى أحد عشر إنش ونصف. ما يجعلها من كبار هذه العائلة، رغم أن نصف طولها ذيل، ولكن هذا حجم لا بأس به.
ما هو المكان الذي تعيش فيه الشائكة المتصدعة؟ عادة ما تسكن في الصحاري الحارة والساخنة والقاحلة، وكثيرا ما يتواجد بين الصخور والنتوء الصخرية، وتحديدا في المناطق المرتفعة منها. المهم أن تكون هذه المرتفعات مغطاة بالصخور، وهناك عدة أنواع من الصخور التي تنتشر فيها فقد تكون كلسية أو بركانية أو غيرها، هذه هي طبيعة المنطقة التي يسكن فيها.
بما أن هذه السحلية تسكن في الصحاري قد يراهن أحدكم على أنها تنشط ليلا، لأن المناخ حار جدا في النهار، لهذا تخرج في الليل، ولكن كلا، بل بالعكس، فهي تنشط في النهار فقط، أما في الليل فهي تمضي الوقت بين تصدعات الصخور في الحفر تحت الأرض، ومن هنا جاء لقب المتصدعة في اسمها، إلى جانب الشائكة بالطبع. المهم أنها عند بزوغ الفجر تخرج من التصدعات ، وتستلقي فوق إحدى الصخور الكبيرة جدا، لتستحم بأشعة الشمس حتى يسخن جسمها تماما وهي تحب ذلك، إذا تأملت بها عبر مسافة يمكن أن ترى الكثير منها منتشر فوق الصخور، ولكن ما أن تقترب منها، حتى تختفي، طبعا لا تتحول إلى دخان، بل من المحتمل جدا أن تكون قد عادت إلى الثقوب والتصدعات الصخرية، ولكن لا، فهذه السحالي تحب مشاكسة أعدائها، لهذا فهي تذهب إلى الجانب الآخر من الصخرة، وتختبئ هناك بانتظار وصول العدو إليها، عندما يكون العدو أمام الصخرة، تختبئ خلفها، وحين يأتي العدو إلى الخلف، تذهب إلى الأمام، وعندما يعود إلى الأمام تذهب هي إلى الخلف، من الأمام إلى الخلف باستمرارية دائمة دون أن يرى أحدهما الآخر، وكأنك أمام مسرحية متلفزة حيث يدخل ويخرج الممثلون، دون أن يرى أحدهما الآخر. من المحتمل أن تتعب السحلية من الأمر أو أن يفز العدو من فوق الصخرة، أو شيء من هذا القبيل حينها تدخل في تصدع الصخور، ثم تنفخ نفسها بالكامل، لا أعني حتى ينفجر وتتناثر أجزاء السحلية وأشواكها في كل مكان كلا، بل أعني أنه ينتفخ كالبالون، وعندها يعلق تماما في نتوء ذلك التصدع الصخري. يمكن لهذه السحلية أن تبقى هناك لفترة طويلة وهي تستنشق بعض الهواء بين الحين والآخر لتزداد انتفاخا وبالتالي تعلقا في الصخرة حتى يعجز أي حيوان من إخراجها من هناك. ينطبق هذا تحديدا على الصخور البركانية، التي عادة ما لا تتميز بالثقوب، لهذا تغرز السحلية هذه الأشواك في الصخور البركانية حتى تعجز العصي عن إخراجها، لأنها ستعلق تماما بصلابة كاملة، هذه طريقة مناسبة للخلاص ولكن ماذا إن أمسك بها أحد قبل الدخول إلى التصدع؟ إذا تمكن من الإمساك بها وحاول أن يأكلها، ما أن يضعها في فمه، حتى يواجه المشاكل، أعني الحيوان المعادي للسحلية. هل ترى هذه الأشواك؟ إنها صلبة وحادة ومدببة، لهذا ليس من السهل على أي كان ملامستها من الممكن جدا أن تجرح فمه ولسانه، ما يتسبب في إفلات السحلية على الفور وعودتها إلى التصدع مرة أخرى، حيث تنتفخ وتنتظر محاولته الأخرى إذا أراد ذلك.
ما هي الأطعمة التي تعيش عليها هذه السحالي في تلك المناطق القاحلة التي تسكنها؟ لا شك أنها تتغذى على أنواع مختلفة من الأطعمة، فهي تأكل اللحوم والأعشاب، أي أنها لا تقتصر على نوع واحد، فبالنسبة للحوم تتغذى على الحشرات، أما من النباتات فهي تأكل أوراق وبراعم النباتات. بما أن المناطق التي تسكنها جرداء قاحلة فيها أزمة من الأطعمة، لهذا تتغذى على أنواع مختلفة جدا منها دون تردد. أي أن هذه السحالي قادرة على العيش في ظروف لا يمكن للكثير من الحيوانات أن تبقى على قيد الحياة.
=-=-=-=-=-=-=
سنتعرف الآن إلى حية كبيرة، وهي من أفراد عائلة البوا العاصرة، تنتشر البوا العصرة في عدة أماكن، فهي تتواجد في أمريكا الجنوبية وفي أمريكا الوسطى، وفي بعض مناطق أمريكا الشمالية، حتى أن هناك نوع من البوا العاصرة التي تنتشر في أفريقيا والشرق الأوسط وحتى في آسيا. أما هذه البوا فلا تسكن هناك، بل في إحدى جزر بحر الكاريبي، وهي تسمى البوا الكوبية، إذا أين تسكن برأيك؟ طبعا! في جزيرة كوبا، ولكن هذا ليس المكان الوحيد الذي تجد فيه البوا الكوبية، لأنها تنتشر في جزيرة أخرى تعرف بجزيرة الصنوبر.
تعتبر البوا الكوبية جزء من مجموعة ثعابين البوا العاصرة، التي تسمى إبيكراتيس، التي تجتمع على عدة مزايا مشتركة، أولا أنها من البوا العاصرة الحقيقية، أي أنها تصطاد الحيوانات التي تأكلها بالالتفاف حول جسمها وعصرها حتى تعجز عن التنفس وتموت فتبتلعها. الميزة الأخرى التي تجمع بين البوا العاصرة، هي أنها تنجب صغارها أحياء، أي أنها لا تضع البيض، والميزة الأخرى التي تجمعها هو جلدها الجميل جدا. قد ينظر إليها البعض قائلا أنها لا تبدو جميلة بالنسبة له، ولكني إذا وضعتها تحت الإنارة يمكن أن ترى جمال ألوانها المميزة، خصوصا وأنها تنعكس أشكالا عبر حراشفها تحت الضوء، خصوصا إذا كانت تحت أشعة شمس ساطعة، يمكن حينها أن ترى ألوان ساطعة بين أبيض وأحمر وأخضر تنعكس منها لتبدو جميلة جدا.
لا شك أن البوا الكوبية هي واحدة من أكبر ثعابين مجموعة إبيكراتيس، إذ أن طولها يتراوح بين تسعة و عشرة أقدام، إلا أنها قد تصل أحيانا إلى أربعة عشر قدم. أي أنها كبيرة فعلا، هذا ما يجعل البوا الكوبية الأكبر على الإطلاق ضمن مجوعتها ولا أتحدث هنا عن مجموعات أخرى بل تلك الموجودة في جزيرة كوبا. أي أنها عملاقة جدا في تلك الجزيرة.
يعيش هذا الثعبان في ظروف متنوعة ضمن الجزيرة، من بينها مناطق غابات المطر الشبيهة بالأدغال، كما يمكن العثور عليها أيضا في مزارع قصب السكر. مع بداية الخمسينات بدأت الحكومة الكوبية تركز محور اقتصادها على زراعة قصب السكر، ما تسبب بوجود مساحات شاسعة جدا من مزارع قصب السكر في جزيرة كوبا، لهذا تكثر هذه الثعابين في مزارع قصب السكر إلى جانب غابات المطر، لماذا مزارع قصب السكر؟ لأنها مليئة بالجرذ والفئران، بل هناك الملايين منها، لهذا فهي أماكن مناسبة جدا لهذه البوا الكوبية التي يمكن أن تتغذى عليها طوال الوقت، لا شك أنها تأكل الجرذ والفئران، إلا أنها ليست غذائها المفضل الذي تحب أن تأكله باستمرار. فالمعروف عن هذه الثعابين أنها شجرية، أي أنها تمضي الكثير من الوقت فوق الأشجار، ولكن الجرذ والفئران لا تكثر فوق الأشجار. إذا ما هي الأشياء التي تعثر عليه هناك إذا؟ قد يفكر بعضكم أنه يأكل الإغوانا. هذا صحيح فهي تكثر فوق الأشجار وهي بعض مما تأكله البوا هناك، ولكن ماذا أيضا عن العصافير؟ طبعا هناك الكثير من العصافير فوق الأشجار، ولكن هل تعتقد أنها من أطعمته المفضلة؟ كلا، لنحاول مرة أخرى. تصطاد هذه الثعابين الحيوانات التي تحب أن تأكلها في الليل، في الظلام. ما هي الحيوانات التي تكثر فوق الأشجار في الظلام التي يمكنه اصطيادها؟ إنه الخفاش. بلا شك، فهي تحب أكل الخفاش، تماما كتلك التي يسمونها الوطاويط تظهر في أفلام مصاص الدماء. لا شك أن الخفاش هو طعامه المفضل فعلا، وهو أكثر ما يأكله بين الحيوانات الأخرى. ولكن كيف لهذا الثعبان أن يصطاد الخفاش؟ خصوصا وأن الظلام الحالك لا يمكنه من رؤيته، ولا يمكنه سماعه لأنه أصم، هل يستخدم لسانه في ذلك؟ بلا شك، فلسانه يحدد ما إذا كان هناك خفاش في مكان قريب. لا بأس بذلك، ولكن لسانه لا يحدد مكان الخفاش قد يسعى إليه. ولا يمكن أن يفتح فمه ويقفله طوال الليل على أمل أن يعلق به الخفاش، لا جدوى من ذلك. وهكذا فهو يعتمد على ثقبين في وسط الوجه وهي تسمى بيتس. وهي تعمل كحاسة للحرارة، تحدد مكان وجود حيوانات ذات الدم الحار مثل الخفاش من سخونة جسمه، نعلم أن هذه الثقوب موجودة لدى المجلجلة، كما هي موجودة لدى بعض البوا العاصرة، وهكذا يعثر الثعبان على الخفاش ذات الدم الحار، أي أنه مجهز جدا للقبض على الخفاش، فهو ينتظر اقتراب الجسم الحار لينقض عليه فجأة، وينال منه.
والآن كيف لهذا الثعبان أن يدافع عن نفسه حيال أعدائه؟ هناك طريقة محددة لديه، وهي العض، ولا شك أن لسعاته قوية، أعرف ذلك عن خبرة، وخصوصا هذا الثعبان، لقد عض إصبعي مرة، يبدو أنه كان جائعا فاعتقد بأن إصبعي أشبه بالفأر فعضه. لهذا أؤكد لك بأن عضته مؤلمة جدا، خصوصا وأن أسنانه طويلة وحادة جدا. عندما غرز أنيابه في إصبعي علقت يومها في اللحم ما جعلني أبذل جهدا في تخليصه ولم تكن تجربة سهلة لم أستطع انتزاع فمه مباشرة بل كان علي أن أخلص أسنانه العالقة في اللحم، كأسنان الصنارة، كان ذلك مؤلم جدا. إن لم يتنبه المرء للأمر يمكن أن يجرح نفسه عميقا ويؤذي فم الثعبان أيضا، وأنا لا أريد أن يحدث أي من الأمرّين.
أي أن هذه الثعابين مجهزة للحصول على غذائها وقادرة على الإمساك بالخفاش، أي أنها متأقلمة جدا على ظروف العيش في جزيرة كوبا.
--------------------انتهت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ameer.3oloum.com
ameerzanaty
Admin
ameerzanaty


عدد الرسائل : 176
العمر : 49
الموقع : https://ameer.3oloum.com
تاريخ التسجيل : 21/02/2008

موسوعة الثعابين Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الثعابين   موسوعة الثعابين Icon_minitimeالأحد أبريل 20, 2008 6:41 pm

المتسابق الأسود ( ثعبان )

موسوعة الثعابين 2577.imgcache

المتسابق الأسود

أرى أن نبدأ بواحدة من أسرع الثعابين في العالم أجمع، وهو يسمى المتسابق الأسود. هل هذا هو الاسم المناسب له؟ دون شك. فبما أنه من أسرع الثعابين أظن أن المتسابق هو الكنية المناسبة لهذا اللقب، وإذا تأملنا بظهره سنرى أنه أسود. أي أن المتسابق الأسود لقب يناسبه جدا.
نعلم أن هناك عدة أنواع من المتسابق الأسود في الولايات المتحدة، ما جعل البعض يعتبر أن المتسابق الأسود أصبح أشبه باسم لفصيلة، فلدينا المتسابق الأسود الشمالي، والمتسابق الأسود الجنوبي، لدينا متسابق إيفير غليد والمتسابق الأزرق، إلى جانب عدة أنواع أخرى. أما هذا الثعبان فهو المتسابق الجنوبي الأسود. لا شك أن هذا الثعبان ينتشر في الولايات الجنوبية، ولا بد أن السواد الأعظم منها موجود في فلوريدا. علما أن درجة الحرارة ترتفع جدا في هذه الولاية خلال فصل الصيف. لدرة ا، الحرارة بعد ظهر أيام الصيف الساخنة قد تصل إلى خمس وتسعين أو ما ئة وحتى مائة وأربعة درجات.
وكيف تتحمل الثعابين ذلك؟ تتحمله لأن أحدا لا يرى الثعابين فوق سطح الأرض خلال النهار الساخن، باستثناء المتسابق الأسود، فعادة ما تختفي باقي الثعابين في الجحور بحثا عن الرطوبة، أو في الماء المنخفضة الحرارة، أو تحت النباتات والأعشاب بحثا عن الظل. أما المتسابق الأسود، فهو نشط جدا، وهكذا يتنقل من ظل إلى آخر إلى ثالث. أي أنه لا يتعرض دائما لأشعة الشمس لفترة طويلة على الإطلاق، من الطبيعي أن ترى هذا الثعبان يتنقل بشكل عادي بين الأعشاب ليختبئ ببعضها، ولكن ما يفعله أحيانا هو أنه يرفع رأسه على هذا النحو ، وينظر من حوله، وكأنه يبحث عن الطعام أو يتأكد من وجود خطر محدق، أو لمجرد الفضول فقط، حتى أنك أحيانا ما قد تراها تزحف على الأرض ورأسها مرتفع هكذا في الهواء. حتى أنه قد يبدو شبيه بالصور الخيالية للوحوش، التي تخرج رأسه من الماء وهي تسبح، هذا ما يبدو عليه الثعبان مع فارق بسيط هو أنه يرفع رأسه من فوق الأعشاب.
لا شك أن المتسابق الأسود يحب العيش في حقول الأعشاب والمروج والمراعي، ولكنه يحب الأشجار أيضا والنباتات العالية وما شابه ذلك، وعادة ما يفضل أطراف حقول الأعشاب. أما سبب اختيار تلك الأماكن فهو أنها تساعد على الفرار في حالات الخطر. يمكن لهذا الثعبان أن يتسلق أعالي النباتات والأشجار، ليتخلص بذلك من أعدائه.
سبق أن ذكرنا بأنه أحد أسرع الثعابين في العالم. نعلم أن أسرع حيوان على الأرض هو الفهد، الذي يستطيع العدو بسرعة ستين وسبعين وحتى خمس وسبعين ميلا في الساعة. ولا شك أن المتسابق الأسود لا يمكنه بلوغ هذه السرعة أبدا. هل تعتقد أنه يستطيع تحقيق نصف هذه السرعة؟ أو من الأجدر القول، ثلاثين ميلا في الساعة؟ كلا. وماذا عن عشرين ميلا في الساعة؟ كلا، عشرة؟ كلا. مسة؟ لا يمكن. فرغم أن هذا الثعبان هو من الأسرع في العالم، لا يمكنه الزحف بسرعة تزيد عن ثلاثة أميال ونصف في الساعة. أتعني ما يعنيه ذلك؟ أن كل منا قادر على العدو بسرعة تفوق سرعته. لهذا لا يمكن لأحد أن يقص حكايات عن ثعبان طارده وتمكن من اللحاق به وانقض عليه ولسعه. لا يمكن لهذا أن يحدث. فإذا ما طاردك ثعبان، لا يمكنه اللحاق بك، إلا إذا توقفت لانتظاره، ولا أظن أحدا سيفعل ذلك عل الإطلاق. لا يمكن.
السبب الذي يجعلنا نرى هذه الثعابين تتحرك في البرية بسرعة كبيرة، لا يعود إلى أنها تزحف بسرعة أميال في الساعة، بل لأنها تنحرف ببراعة، يمكن لهذه الثعابين أن تناور صعودا ونزولا وتلتفت حولها من جميع الجهات، وهي تستطيع الانحراف بسرعة هائلة، أي أنها رشيقة جدا تجانس بين حركاتها، وهذا ما يجعلها تبدو فائقة السرعة، أي أنها ليست سريعة في الزحف، ولكنها تستطيع المناورة بسرعة هائلة وبرشاقة، وليس لأنها تستطيع الزحف إلى الأمام، بسرعة كبيرة جدا.
والآن ما هي الحيوانات التي تعيش عليها هذه الثعابين وما الذي تحب أن تأكله؟
تعيش هذه الثعابين على أشياء كثيرة من بينها الفئران والجرذ والسحالي، كما تأكل الضفادع إذا توفرت، إلى جانب الطيور وبيضها. ولكن كيف تقتل الحيوانات التي تأكلها؟
حسنا نعلم أنها لا تتسلح بالأنياب والسم، كما نعرف أنها ليست من العاصرات. هل تعرف ماذا تفعل؟ إنها تأكل الحيوان حيا. فهي تنقض إلى الحيوان بفمها، وتمسك به، وفي حين يسعى للفرار منها، تلقي بثقل جسمها فوق جسمه، وتبقى هكذا دون أن تعصره أو ما شابه ذلك، بل تلقي بجسمها فوقه، وعندما تفعل ذلك تجبر الحيوان على المقاومة بشدة أكبر، ما يوهنه بسرعة أكبر، وهكذا، يعجز عن الحركة، ما يمكن الثعبان من ابتلاعه حيا. أي أنه لا يقتل الحيوان قبل أن يأكله بل يبتلعه وهو حي بعد. نستنتج معلومات ضمنية عن سلوك هذا الثعبان، وهي أنه لا يستطيع أكل الحيوانات الكبيرة، فلو حاول الإمساك بحيوان كبير وأصر على السيطرة عليه بضع الجسم فوقه من المحتمل أن يجر في كل مكان، لا جدوى من ذلك أبدا. لهذا فهو يأكل حيوانات صغيرة كالفئران الصغيرة والسحالي الصغيرة، أي الحيوانات الصغيرة وحدها، دون الكبيرة وخصوصا تلك التي بحجمها، فلا يمكن لهذا أن يحدث أبدا.
كيف لمتسابق أسود أن يتخلص من أعدائه؟ يمكنه التسلل إلى كومة من النباتات أو شجرة قريبة، وهذه طريقة مناسبة للهرب من أعدائه، لا بأس بها. ولكن ماذا إن حشر وسط حقل ما، وهو يحاول الفرار بسرعة، علما أن من الصعب الإمساك به لأنه يناور ويتحرك برشاقة كبيرة، كما سبق أن أوضحت من قبل، بسهولة ورشاقة أكبر من الكثير من الحيوانات. لهذا من الصعب الإمساك به حتى في السهول المفتوحة.
ولكن إن لم يتمكن من الهرب سيلجأ إلى القتال. وهو ثعبان يعرف بالعنفوان حين يقاتل، أول ما يفعله هو الاستدارة نحو العدو بسرعة فائقة، ثم ينفث ويصفر في وجهه، لتفتح فمها بعد ذلك وتهاجمه مرة بعد أخرى، في محاولة لإرهابه. أما إن لم تفلح في ذلك، تلجأ إلى اللسعات، خصوصا إذا كان العدو يمسك بها، عند ذلك تكافح بقوة هائلة، فتدور بجسمها في محاولة للخلاص منه، وهذا ما تحاول القيام به الآن بعد أن تأكدت بأن أحكم القبض على منتصف جسمها وأسفله، وقد تلاحظ أنها أحيانا ما تحرك ذيلها بذبذبات عالية، وذلك ضمن محاولة للفرار. وما أن يشتد الإمساك بها، حتى تلجأ إلى اللسعات. قد ترى أن إصبعي ينزف من شدة عضتها الآن، وذلك لأنها عندما أردت الإمساك به، لسع اصبعي مباشرة. وهذه طريقة سهلة بالنسبة لهذه الثعابين للخلاص من أعدائها، وذلك من خلال مكافحتها العنيفة ولسعاتها الشديدة، خصوصا وأنها بائسة وعدوانية لدرة أن غالبية الحيوانات تقرر ألا تسعى لمواجهة ثعابين مثله، وهكذا يفلته كي يسقط على الأرض ويفر بسرعة هائلة.
ولكن رغم عدوانية هذه الثعابين، ورشاقتها في الحركة، رغم هذه الحقائق إلا أنها ليست بسرعتك أنت، ما يعني ألا داعي للخوف من أن يطاردك هذا الثعبان أو غيره حتى ينال منك ويلسعك. لا يمكن لهذا أن يحدث.
=-=-=-=-=-=-=
سنتحدث الآن عن هذه السحلية اللامعة، التي تسكن في أرجاء أستراليا وغينيا الجديدة، وهي من فصيلة السَّقنقور، وهناك عدة أنواع منها في العالم، حتى أنك قد تجد أكثر من ألف نوع من السقنقور في مختلف أنحاء العالم. أما هذه السحلية فهي تسمى السَّقنقور ذات اللسان الأزرق، التي يوجد منها أنواع مختلفة، يمكن أن ترى بوضوح أن حراشفها ناعمة ولامعة جدا كباقي سحالي السقنقور، وإذا تأملت بقوائمها، يمكن أن ترى شيئا مختلفا.
نعلم أن الكثير من السحالي يتسلقن الأشجار، وهي تتمتع بمخالب طويلة وحادة، تمكنها من التمسك بأغصان الشجر. أما إذا تأملت بأصابع هذه السحلية فسترى أنها قصيرة وعريضة، كما أن طولها موحد وليس فيها الطويل والقصير، بل هي جميعا بمواصفات واحدة، أما السبب في ذلك فهو أن هذه السحالي لا تتسلق الأشجار، أي أنها لا تحب النباتات والأشجار كما لا تتقن السباحة ولا يمكن أن تجدها في البحيرات أو ما شابه ذلك، بل تمضي طوال الوقت على الأرض، وأحيانا ما تمضي بعض الوقت تحت الأرض. وهكذا فإن الأصابع القصيرة والعريضة، تساعدها على حفر الثقوب والجحور، أي أنها بارعة جدا في الحفر تحت الأرض.
تنجب هذه السحلية صغارها أحياء كباقي سحالي السنقنقور، أي أنها لا تضع البيض. وإذا تأملت بذيلها، يمكن أن ترى بأنه غريب نسبيا، فهو قصير جدا، علما أن لغالبية السحالي أذناب طويلة، حتى أنه من الطبيعي جدا أن تكون أذيال السحالي أطول من جسمها بضعفين أو ثلاثة أضعاف، ولكنه بالنسبة لهذه السحلية، فإن طول الذيل قد لا يتعدى نصف أو ثلاثة أرباع جسم السحلية، أي أنه غير اعتيادي بالنسبة للسحالي.
عادة ما تتمتع هذه السحلية بلسان أزرق، مع أنه أحيانا ما يكون بلون آخر، أما إن حدث ذلك فإن هذا اللون عادة ما يكون فاتح جدا، وفيما عدى ذلك فهو دائما أزرق.
ولكن ما حاجتها باللسان الأزرق؟ إنها تستعمله للفرار من أعدائها.
إذا تعرضت هذه السحلية لهجوم معاد، تلجأ إلى ضم جسمها على هذا النحو، كحدوة الفرس، سأحاول أن اثنيها على ذلك الشكل، هكذا تماما، عند ذلك يحاول أن يضع ذيله بالقرب من رأسه، عندما يفعل ذلك، يوحي جسمه بالكامل بأنه أكبر وأوسع، تذكر أن الحيوان ينظر من أمامه، فإذا كان على حاله سيوحي بالصغر، وإلا فسيبدو أكبر وأوسع بكثير من قبل، بعد ذلك يفتح فمه إلى أقصى حد، ليخرج لسانه الطويل والأزرق، كما سيفعل اليوم عدة مرات أثناء هذه الحلقة.
لا شك أنه لسان طويل عندما يخرجه ينفث بأعلى صوت لديه، بحيث يبرز لسانه بوضوح.
التوافق بين لسانه الأزرق البارز جدا ولون فمه الزهري إلى جانب ارتفاع صوته وهو ينفث، إلى جانب حجم جسمه الكبير الذي يبرز بعدها، كل هذه العناصر المجتمعة تخيف أعدائها لتلوذ بالفرار. فترى أعدائها يصرخون من الدهشة ويفرون بالاتجاه المعاكس.
ولكن أحيانا ما لا يلوذ عدوه بالفرار، عند ذلك تجبر هذه السحلية على القتال، وهو يشتهر بالقدرة الشديدة على القتال، علما أنها لا تتسلح بمخالب حادة للقتال، ولا تعتمد على ذيل طويل تستعمل كالسوط، ولكن فكها قوي وصلب وكبير للغاية، كما أنه يتسلح بأسنان حادة جدا، أي أنه تعض بشدة وقسوة شديدتين. فإذا أمسكت بشيء من المحتمل أن تحطمه تماما بفكيها القويين، أي أنها قادرة على الدفاع عن نفسها جيدا.
ولكن أي نوع من الحيوانات أو النباتات أو الأطعمة التي يعيش عليها؟ تعيش هذه السحلية على أكل اللحوم والنباتات معا. أما من النباتات فهو يتغذى على الفاكهة والزهور، ولكن بإضافة إلى ذلك فهو يأكل بعض اللحوم، التي لا يهتم بأي شكل يحصل عليها، علما أنها تحب الحصول على أشياء كثيرة كالحشرات التي تعتقد أن طعمها شهي جدا، وهي بأنواع متعددة. مع أنها ليست من السحالي الشهيرة بالقدرة على الصيد والمطاردة، يمكن أن تلاحظ من مخالبها أنها ليست ممن يطارد الحيوانات لأكلها، بل تقوم بدل ذلك، بانتظار الطعام حتى يأتي إليه، أو تبحث عن بعض الأطعمة التي تحب جدا أكلها.
فإذا عثرت مثلا على عش مليء بصغار الفئران، لن تتردد بأكلها جميعا. أما إذا رأت فأرا ناضجا يمر بجانبه، لن يفكر بمطاردته أبدا، لأن هذا الجهد يتعبها جدا، ولا تود القيام به، لأنها من السحالي الكسولة جدا، والحقيقة أ، هناك حيوان واحد فقط تحب هذه السحلية أكله جدا لدرجة أنها مستعدة لمطاردته، مهما بلغت سرعته، ومهما عبرت بمطاردته من مسافات، فهي مستعدة لملاحقة ذلك الحيوان. هل يمكن أ، تعرف ما هو هذا الحيوان؟ إنه البزاق. ولكن هل تعرف بزاقة أسرع من حيوان؟ كلا. بل هي أبطأ حيوان على وجه الأرض، فهي أبطأ من الديدان. فعلا إنها تحب أكل البزاق وتعتقد أن طعمها لذيذ جدا، لهذا تأكل كل ما تعثر عليه من بزاق، وهي مستعدة لمطاردته إذا لزم الأمر، طبعا لأن البزاق أبطأ منهلا بكثير. عندما تعثر على بزاقة ما تحطم صدفته بفكيها وتأكله، نعم إنها تلتهم الصدفة بعد أن تحطمها وكل ما فيها تماما. أي أنها تأكل الصدفة والبزاقة معا. وهي تعتقد أن طعمها لذيذ وشهي جدا.
لا شك أن هذه السحلية بحاجة إلى شرب الماء وهي تلعقها من الأنهر والبحيرات والبرك وما شابه ذلك ولكن إذا لم تعثر على شيء من هذا القبيل، أما إن لم تتوفر تلك المياه فهي تلجأ إلى الندى فوق أوراق الشجر والأعشاب، أنها إذا كانت في المناطق الجافة يمكن أن تعثر على ما يكفي من مياه الشرب. وهكذا يتبين لنا أن سحلية السقنقور ذات اللسان الأزرق معتادة جدا على العيش في ظروفها البيئية الأسترالية وفي غينيا الجديدة.
=-=-=-=-=-=-=-=-=
سنتعرف الآن على واحدة من كبريات الأفاعي في العالم. علما أنها ليست أطول ثعبان في العالم، فجميعنا يعرف أن الأصلة هي الأطول إطلاقا، التي يصل طولها إلى أكثر من ثلاثة ثلاثين قدم، كما أنها ليست الأثقل وزنا، لأن الأنادكوندا الخضراء هي الأثقل وزنا في العالم، التي تصل إلى ثلاثمائة رطل. يعرف هذا الثعبان بلقب البوا العاصرة، وهي كما قلنا من كبريات الأفاعي.
هناك عدة أنواع من البوا العاصرة، التي تنتشر في مناطق متعددة من أنحاء العالم، لدينا بوا الأشجار التي تسكن في أمريكا الوسطى والجنوبية، وهي طويلة نحيلة تزحف فوق الأشجار، كما أ،ها متخصصة بأكل العصافير، علما أن غالبية الثعابين التي تهاجم الطيور لا تحصل إلا على الريش وحده، أما بوا الشجر فهم تتسلح بأنياب متخصصة بصيد الطيور تغوص عبر الريش حتى تنال من الطير، أي أنها معتادة على طريقة عيشها. ولدينا نوع آخر من البوا التي تمضي الوقت في الحفر تحت الأرض، إلى جانب أخرى تسمى البوا الويبر التي تسكن في المناطق الشمالية الغربية للولايات المتحدة بعيدا وسط الجبال والغابات. وهناك نوع يعرف باسم البوا الروزي، وهي تسكن في المناطق الصحراوية من الجنوب الغربي للولايات المتحدة، أي أن هناك أنواع كثيرة من البوا التي تسكن في ظروف بيئية متنوعة، كما نعثر عليها في أماكن متعددة من العالم. يمكن العثور على البوا العاصرة في أمريكا الجنوبية والوسطى والشمالية، يمكن أن نجدها في جزر من حوض الكاريبي، كما هو حال كوبا وهايتي والدومينيك وجمايكا، وهناك بعض منها أيضا في أفريقيا، والشرق الأوسط وفي القارة الأسيوية أيضا. أي أن هناك عدة أنواع من البوا تعيش في مناطق مختلفة من العالم، ولكن عندما نتحدث عن البوا العاصرة، نقصد هذه بالتحديد، هذه هي الحية التي نتحدث عنها، فهذه ليست بوا آسيوية، وليست بوا كوبية، وليست من النوع الذي يشغل نفسه في الحفر الذي يسمى بوا السان، كما أنها ليست بوا الأشجار، بل هذه هي البوا الحقيقية، أي النموذج الأساسي للبوا العاصرة التقليدية. تكثر هذه الأفعى التي معنا الآن في أمريكا الجنوبية والوسطى، كما يمكن أن تجدها في جزء من المكسيك يقع في أمريكا الوسطى، نزولا حتى تصل إلى المناطق الشمالية من الأرجنتين في أمريكا الجنوبية. تعيش البوا العاصرة في ظروف بيئية متنوعة، وهي عادة ما تسكن الأدغال الاستوائية الخضراء التي تكثر فيها النباتات، وعلى ضفاف الأنهر البطيئة وما شابه ذلك. كما يمكن أن تجدها أحيانا في المناطق شبه الصحراوية والصخرية الجرداء التي لا تكثر في النباتات أيضا. أي أنها متأقلمة جدا على العديد من الظروف البيئية. إلى جانب ما سبق وذكر عن هذه الأفعى يجب أن نوضح بأنها لا تتسلق الأشجار، أي أنها ليست من بوا الشجر على الإطلاق، ولكن إذا ما وجدت شجرة صغيرة، من المحتمل أن تتسلق فوقها وتجثو هناك لبعض الوقت، كما أنها إن وجدت شجرة متدلية الأغصان وكثيفة جدا، من المحتمل أن تتسلق فوقها وتجثو فيها لفترة وجيزة، إلا أن هذه الثعابين تمضي غالبية وقتها في الزحف على الأرض. لا شك أن حجمها كبير جدا كما قلت حتى أن طولها قد يصل في بعض الأحيان إلى تسعة عشر قدم في بعض الأحيان، ولكن رغم ذلك، لا تعتبر هذه أكبر الثعابين، الموجودة في المناطق التي تسكن فيها، فالأناكوندا أطول منها، علما أن الأناكوندا الصفراء توازيها طولا، فهي لا تتعدى الثمانية أو التسعة عشر قدم، علما أنها أكثر بدانة منها وأثقل. أما الأناكوندا الخضراء، فهي أطول منها بكثير إذ يصل طولها إلى تسعة وعشرين قدم، أي أنها أطول بكثير من أطول ثعابين البوا العصرة. أي أنه رغم حجم هذا الثعبان العملاق، فهو ليس الأكبر على الإطلاق، قلنا أن هناك بوا الشجر العاصرة، وهي تنجب صغارها أحياء، وتتمتع بجسم بدين وذيل قصير كما هو حال غالبية ثعابين البوا، كما أنها من الثعابين العاصرة التي تأكل الحيوانات التي تتغذى عليها بلف جسمها على الحيوان الذي ستأكله وتعصر حتى يعجز عن التنفس فتبتلعه.
والآن ما هي أنواع الحيوانات التي تعيش عليها البوا العاصرة؟ نعلم انها تأكل الكثير من الحيوانات نذكر منها صغار الثديات والقوارض كالفئران وما شابه ذلك. كما يمكن أن تأكل الطيور إذا حطت على الأرض صدفة، كما تتغذى على السحالي كما هو حال الإغوانا الخضراء، أي أنها تأكل أنواع كثيرة من الحيوانات.
ثد يتساءل البعض كيف تصطاد هذه الحيوانات؟ عادة ما تعتمد على نصب الكمائن لها، فهي تختبئ بين أكوام العشب وبين الحشيش بانتظار أن يقترب الحيوان منها بما يكفي لتنقض عليه وتمسك به وتعصره حتى الموت لتأكله. أي أنها مصممة خصيصا لهذه الأعمال وإذا تأملت مجسمها ستلاحظ معي أنها تتمتع بألوان واقية جيدة جدا، أي أنها تتمتع بالتمويه الكافي لعدم لفت الأنظار، إذا كانت تختبئ بين الأعشاب وأوراق الشجر، من الصعب رؤيتها وهي ساكنة مكانها.
كيف يمكن للبوا العاصرة أن تتخلص من أعدائها؟ إذا تعرضت لهجوم حيوان ما ولم يسعفها الوقت لتلوذ بالفرار، عادة ما تلجأ حينها للقتال، وذلك عبر هجمات من مسافة بعدة، كما يمكنها أن تعض، فهي مسلحة بفم كبير وفكين قويين وأسنان حادة، أي أن هذه الثعابين قد تتسبب بلسعات قوية مؤلمة.
--------------------انتهت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ameer.3oloum.com
ameerzanaty
Admin
ameerzanaty


عدد الرسائل : 176
العمر : 49
الموقع : https://ameer.3oloum.com
تاريخ التسجيل : 21/02/2008

موسوعة الثعابين Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الثعابين   موسوعة الثعابين Icon_minitimeالأحد أبريل 20, 2008 6:43 pm

موسوعة الثعابين 2562.imgcache


أفعى البوا العاصرة

أول ضيف لدينا اليوم هو ثعبان يسكن في الشمال الغربي للولايات المتحدة، وهو يتواجد في شمال كليفورنيا وواشنطن وأورغان، وفي أيداهو ومونتانا، حتى أنها تنتشر أيضا في شمال نيفادا ويوتا. أي أن هذا الثعبان يعيش في مناطق مختلفة من الولايات الغربية الشمالية لأمريكا.
قد يتساءل بعضا منكم وما في ذلك؟ هناك الكثير من الأفاعي التي تسكن هناك. أنت على حق، ولكني أشك بأنك تتوقع العثور على أفعى البوا العاصرة تسكن هناك أليس كذلك؟ هذا هو الثعبان الذي أحمله إنه بوا عاصرة.
هناك نوعين من هذه الثعابين التي تسكن في الولايات المتحدة، منها البوا الزهرية، وهناك أيضا البوا المطاطية. عادة ما نعتقد بأن البوا العاصرة تسكن في المناطق الاستوائية الحارة والرطبة من أدغال أمريكا الجنوبية والوسطى، ولا أحد يفكر بأنها ستسكن في المناطق الباردة الواقعة إلى الشمال من جبال أياهو، ولكن هذا هو المكان الذي تسكنه فعلا.
وعادة ما نعتقد بأن البوا العاصر هي تلك الثعابين السمينة والطويلة والثقيلة الوزن، أما هذه الأفعى فليست على هذا الحال، بل هي صغيرة جدا، فطول العادية منها لا يتعدى القدمين فقط أما العملاقة بينها فقد تصل إلى واحد وعشرون إنشا، أي أنك لن تعثر على أي منها بطول يتعدى القدمين ونصف، ما يعني أنها ثعابين صغيرة.
أما البوا المطاطية فقد استوحي اسمهما من مما هي عليه من شكل،، لنوضح أولا أنها أفعى حقيقية، وليست لعبة مطاطية ولا يمكن أن تعثر عليها في متجر ألعاب بل في محل لبيع الحيوانات.. عودة إلى الأفعى إذا نظرت إلى جلدها يمكن أن ترى بأنها فعلا تشبه المطاط، وحتى إذا لامستها قد تشعر بأنها مصنوعة من المطاط. يوحي جلد هذه الثعابين فعلا بإحساس غريب جدا.
أحيانا ما يطلق على البوا المطاطية لق ذو الرأسين. وهنا قد يتساءل بعضكم وهل لها رأسان فعلا؟ طبعا لا، ولكن إذا تأملنا مليا بذيلها، سنرى بأنه شبيه جدا بالرأس، وهو يستعمله في بعض الخدع.لنفترض مثلا أنه فجأة قد شاهد فأر، وأراد أن يأكله. أول ما يفعله عندما يشاهده الفأر هو إطلاق ذيله في الطريق، فيقف الفأر متأملا، لأنه يعرف بأن الثعبان لن يفعل شيئا حتى يلسعه فمها، ويفكر بأنه إذا احترس من ذلك الفم سينجو بنفسه. وهكذا يتأمل بحذر شديد ذيل الأفعى ظانا بأنه رأسها، في هذه الأثناء يلتف الثعبان حول الفأر، وينقض عليه بفمه الحقيقي، ويعصرة لأن ثعابين البوا جميعها عاصرة، وهكذا يقتله ويأكله على الغداء.
أي أن هذا الثعبان يخضع فريسته حين يقنعها بأنها تحترس من رأسه بينما هي تتأمل في ذيله.
نعرف بأن البوا العاصرة تسكن في الأدغال الاستوائية، ولكن المكان المناسب لهذه الثعابين هو في أعالي الجبال قريبا من بعض الجداول التي تمر عبر المناطق الشجرية والمروج المليئة بالأعشاب. بين تلك المروج، سوف تجد بعض الأشجار المتعفنة المنتشرة هناك. تعبر الجداول أيضا وسط غابات الصنوبر، التي تحتوي على الكثير من الأشجار الميتة، التي يبقى بعضها منتصبا، ويسقط بعضها الآخر على الأرض ويتعفن، لتصبح المسكن المثالي لهذه الأفعى.
تتميز البوا المطاطية بأنه تتقن السباحة جدا، وتتمتع ببراعة في التسلق، وفي حفر الجحور تحت الأرض. وهي تمضي غالبية الوقت في محاولة صيد الطعام، وهي تتغذى على الفئران والجرذان وحيوانات صغيرة أخرى يمكن أن تصطادها. وهي تكمن لها قريبا من الجداول، إلى حيث تأتي كي تشرب فتنقض عليها وتعصرها وتأكلها.
كما يمكن أن تجول تحت لحى الشجر، حيث تبحث عن حيوانات تختبئ هناك، كما تعثر على فريستها أيضا وهي تحفر التربة تحت أنقاض الشجر المتعفن في المروج، فتعثر على جحور للفئران و الجرذ وأنواع أخرى من الحيوانات لصغيرة المشابهة، حيث تهاجمها وتأكلها على الفور. أي أنها من امهر الثعابين في الصيد، ولكن نادرا ما نراها لأنها تنشغل دائما في حفر الثقوب تحت التراب أو بين الأعشاب ولحى أغصان الأشجار المتعفنة.
تتبع هذه الثعابين هذا الأسلوب لصيد الكثير من الحيوانات. ولكن كيف لها أن تتخلص من أعدائها؟ يبدو، أنها لا تفر. فعلا، فإذا وجدها عدو ما تقع في ورطة كبيرة. فهي بطيئة جدا في الهرب. كما أنها لا تلسع حتى إذا هاجمها حيوان معاد، بل تكتفي بالالتفاف على نفسها كالكرة، كما تفعل الآن في يدي، تلتف على نفسها كالكرة وتستسلم، على أمل أن يتركها العدو ويرحل. والحقيقة أن هذا ما يحدث أحيانا، حيث يداعبها الحيوان قليلا ثم يرحل ولكن عادة ما لا يفعل، بل يبادر بالتهامها كوجبة غداء. أي أنه لا يتخلص من عدوه، بل يبذل جهدا كي لا يعثر عليه، ولهذا يمضي الوقت في الاختباء تحت لحى الشجر وتحت الأرض وبين تلك الأغصان الميتة، فما أن يعثر عليه، حتى يستسلم فورا.
يولد صغار البوا المطاطية أحياء مثل جميع أنواع البوا العاصرة. تعتقد بأن جميع الثعابين تضع البيض ولكن هذا ليس صحيحا، فالكثير منها يضع البيض إلا أن البعض مثل المجلجلة ونحاسية الرأس ومائية ماكنسون والبوا العاصرة، ولكن، هل تعتقد أن صغار الأصلة تولد حية؟ خصوصا وأنه شبيهة جدا بالبوا، كما أنها تسكن في المناطق نفسها وتتغذى على الأطعمة ذاتها، ولكن لا، فالأصلة تضع البيض، أما البوا فتلد الصغار أحياء. رغم التشابه الكبير بين الأصلة والبوا، فهناك فوارق واضحة بينهما.
أرى أنه من الشيق جدا أن تجد البوا بعض بنات فصيلتها تسكن بعيدا في الأدغال الاستوائية، بينما يعيش البعض الآخر في أعالي جبال الشمال الغربي مثل أيداهو، أو مونتانا، ما يثير الدهشة من اتساع الرقعة التي تنتشر فيها هذه الفصيلة من الثعابين.
=-=-=-=-=-=-=-=
لنتعرف الآن على الحرباء، وهي سحلية غريبة الشكل فعلا، يمكن العثور عليها في أفريقيا ومدغشقر وآسيا كما تسكن أيضا في بعض المناطق الأوروبية. أي أنها تسكن في أنحاء متعددة من العالم.
هناك أنواع متعددة من الحرباء يزيد مجمعها عن ثمانين نوع في العالم، وهي سحلية غريبة فعلا، فهناك بعض منها يضع البيض، بينما ينجب البعض الآخر منها صغاره أحياء، وهي ظاهرة عادة ما لا تحدث كثيرا في الفصيلة نفسها، لهذا فهي مسألة غريبة.
تعتمد الحرباء طريقة غريبة لشرب الماء أيضا. نعلم بأن على الحيوانات أن تشرب الماء كي لا تموت عطشا، لهذا تذهب غالبيتها العظمى إلى الأنهر والبحيرات والبرك من حيث تشرب الماء. أما الحرباء فلا تفعل ذلك، فهي تمضي طوال حياتها فوق أغصان الشجر، ولا تنزل على الأرض، لأنها خطيرة بالنسبة لها. حسنا فكيف تشرب الماء إذا؟ نعلم أن هناك بعض السلاحف التي تحصل على الماء من خلال تناولها الفاكهة والنباتات التي تنضح بالعصير، أي أنها تشرب الماء من خلال أطعمتها، ولكن هذا لا ينطبق على الحرباء، لأنها آكلة لحوم، أي أنها تتغذى على أكل الحشرات، فكيف تحصل على ماء الشرب؟
إذا خرج المرء في الصباح الباكر إلى الحديقة، سيلاحظ بأن الأعشاب مبللة جدا، وقد عرف هذا البلل بالندى، وإذا صعدت إلى الشجر في ذلك الوقت أيضا سترى بأن الندى يغطي أوراقها، والحرباء تحصل على الماء من هناك، فهي تلعق قطرات الندى من على أوراق ولحى الشجر لتحصل بذلك على ماء الشرب.
وعندما تمطر السماء تغطي المياه الأوراق والأعشاب العالية القريبة من الأغصان، تحصل على الماء بلعقها من هناك أيضا. أي أنها تحصل على الماء من على أسطح النباتات، وليس من أكلها، أي أنها تختلف عن السلاحف بهذا الشأن.
تشتهر الحرباء ببراعتها في التخفي من أعدائها، حتى أنها أكثر كائنات الطبيعة براعة في ذلك، وهي تبرع في ذلك لبضعة أسباب. يكمن أحدها في أن انحناءات جسمها بنيت على شكل أوراق الشجر، وإذا وضعت على غصن شجر كهذا سنرى أن شكلها يتأقلم جدا مع الأوراق فهو شبيه جدا بها.
هناك سبب آخر يساعدها على الاختباء ببراعة وهو لونها. هل تعلم أن الحرباء قادرة على تغيير لونها؟ فإذا كانت على شجرة خضراء، تميل إلى الاخضرار، وإذا كانت على شجرة بنية تميل إلى اللون البني، أي أنها تغير لونها ليتأقلم مع لون الشجرة التي تتسلق فوقها. أي أ،ها قد تفعل ذلك بالنسبة للأشجار البنية والخضراء، والرمادية في بعض الأحيان، ولكنه لن يتقمص جميع الألوان، فإذا ما وقفت على سيارة لإطفاء الحرائق، لن تميل إلى الاحمرار، وإذا وقفت على بعض الموز لن تصبح صفراء، مع أنها ماهرة في التحول إلى الأخضر والبني والأصفر بسهولة كبيرة، كما يمكن أن تصبح داكنة وكأنها سوداء، أو تشحب لتصبح بيضاء اللون تقريبا. أي أنها تتمتع بالكفاءة على تغيير لونها بما يضمن التمويه الذي يحميها.
هناك ميزة ثالثة تمكنها مة الاختباء من أعدائها وهي أنها تتحرك ببطء شديد، ولا شك أنها متسلقة بارعة لأنها تعتاد على العيش دائما فوق أغصان الشجر، وهي متسلقة بارعة لبضعة أسباب، يمكن أن نرى أحدها في شكل الأصابع، فهي تقوم بدور الأصابع البشرية تقريبا، التي عادة ما نستعملها كي نمسك بالأشياء، وهذا ما تفعله بأصابعها فهي تمسك بها الأشياء كأصابعنا تماما، أي أ،ها تستطيع التمسك بالأغصان بشدة. كما أن ذيلها يساعدها في التسلق، خصوصا وأنه شبيه بذيول القرود، أي أنها تستعمله لتمسك بالأشياء أيضا. أي أنها إذا كانت تمسك بغصن شجرة والرياح عاتية تهزها لا يمكن أن تسقط أبدا دون الحاجة إلى تغيير مواقعها لأن ذيلها سيساهم في تثبيتها هناك.
هل تعتقد أنك قادر على استعمال أصابع رجليك في التسلق؟ لا أظن ذلك، لا شك أنك تتقن استعمال يديك، وقد تساعدك الأصابع في الإمساك بأغصان الشجر للتسلق، أما إذا أردت استعمال أصابع رجليك، أعتقد أنك ستسقط عن الشجرة كالبهلوان دون أن تحرز أي تقدم يذكر، أي أننا لا نستطيع ذلك، أما الحرباء فهي خبيرة في ذلك، لأنها بارعة في التسلق.
المسألة الشيقة التي تلفت الأنظار في الحرباء هي عيناها، التي يمكن أن ترى بوضوح أنها على جانبي رأسها، فهي ليس على السطح وليست في المقدمة، وهي تتحرك مثل التلسكوب، إلى أعلى وأسفل وإلى الخلف والأمام. الغريب في الأمر هو أن الحرباء تستطيع النظر إلى شيئين مختلفين في وقت واحد، أي أنه ينظر باليمنى إلى ذبابة بجانبها، بينما يترقب باليسرى ثعبان يزحف نحوها. أي أن عيناها تتمتع بكفاءة جيدة تستطيع أن ترى عبر أفق واسع النطاق، دون الحاجة إلى تحريك رأسها، وهذه مسألة مفيدة، فإذا حركت رأسها كي تترقب عدوا قريبا، سيشاهد حركة رأسها.
وإذا أرادت أن تمسك فريستها تذكر أنها تأكل الحشرات، لا يمكن أن تحرك رأسها على الدوام ستلاحظ الحشرات ذلك وتبقى على مسافة منها. ولكنها تبقى ساكنة طوال الوقت. لنفترض أن حشرة كانت تحلق طوال اليوم وهي تشعر بالتعب، حين تنظر إلى الحرباء تعتقد أنها ورقة خضراء قديمة فتقرر الهبوط والتوقف عليها والاستغراق في النوم، وما أن تفعل ذلك حتى يقضى عليها لأن الورقة القديمة أكلتها، لأنها ليست ورقة خضراء قديمة، بل الحرباء.
أي أن هذه هي الطريقة التي تتبعها في الأكل فهي تترك الحشرة كي تقترب منها جدا حتى تمسك بها. ولكن كيف تفعل ذلك؟ هل يتولى فمها الإمساك بها؟ كلا. هل تمسك الحشرة بأصابعها؟ كلا. هل تستعمل ذيلها لتجلد الحشرة في الهواء؟ كلا. بل تستعمل اللسان، طبعا لأن الحرباء تتمتع بلسان طويل جدا، لدرجة أن طوله قد يوازي جسمها بكامله، وعلى رأسه ملقط صغير جدا، وهي تطلق العنان للسانها، تماما كما نرمي بخيط صنارة الصيد، وعندما تفعل ذلك، يمسك الملقط الذي في رأس اللسان بتلك الحشرة، وعندما تعلق الحشرة به تسحبها الحرباء وتأكلها، وهي طريقة رائعة للإمساك بالحشرات التي تحب أن تتغذى عليها.
لا شك أن غالبيتها تتغذى على الحشرات، إلا أن كبيرة الحجم منها قد تأكل العصافير الصغيرة وحتى الفئران الصغيرة، ولكن الغالبية العظمى من أنواع الحرباء تتغذى على الكثير الكثير من الحشرات.
أعتقد أنكم جميعا توافقون على أن هذا هو نوع غريب جدا من السحالي، التي يمكن أن تعثر في أي مكان من العالم.
=-=-=-=-=-=-=
سنتعرف الآن على إحدى الأفاعي الأشد فتكا في العالم، وهي تسمى، بالأفعى النافثة، التي تحتل جميع اللوائح الخاصة بالثعابين السامة والفتاكة والخطيرة في العالم، كما توضع أحيانا على لوائح أسوأ من هذه، أي أنها ثعابين خطيرة جدا. تنتشر النافثة في القارة الأفريقية، وهي تتواجد في عدة مناطق من القارة، بل في كل مكان منها باستثناء الصحراء الكبرى حيث لا يمكن أن تجدها، كما لن تتواجد في غابات المطر الاستوائية هناك، بل عادة ما تكثر في السهول والمناطق العشبية، فهي تحب العيش هناك.
تنتمي الأفعى النافثة إلى فصيلة الفايبر الحقيقية ، التي قد تعرف من بينها البيت فايبر، التي تعتبر من أقاربها، نعني بفايبر الثقوب المجلجلة ومائية ماكنسون ونحاسية الرأس، وهناك فارق كبير بين الفايبر الحقيقية، كالأفعى النافثة والبيت فايبر، يكمن الفارق الرئيسي هنا بالثقوب، طبعا فلدى ثعابين البيت فايبر كالمجلجلة مثلا ثقبان بين العينين والأنف، وهي جحور صغيرة جدا، هي عضو لتحسس الحرارة، والفايبر الحقيقية مثل هذا الثعبان، لا تتمتع بالثقوب، رغم وجود الكثير من التشابه بين البيت فايبر، والفايبر الحقيقية. نذكر منها أولا أن لهذين النوعي من الأفاعي رؤوس كبيرة جدا، يتخذ كلاها شكلا قوسيا، وعادة ما يثير شكل رأس الأفعى القوسي خوفا شديدا. كما تتمتع بعيون شبيهة بعيون القطط. أضف إلى هذا كله، أن الفايبر الحقيقية والبيت فايبر تتمتع جميعها بأنياب طويلة جدا وحادة، حتى أن طول بعضهما كما هو حال المجلجلة، قد يصل طول أنيابها إلى إنش كامل، ما يعني أنها خطيرة جدا. ولكن ثعابين الفايبر الحقيقية يمكن أن تتمتع بأنياب أطول من ذلك، طول هذه الأفعى مثلا يزيد عن الإنش الواحد، كما أن قريبتها فايبر الغابون تتمتع بأنياب طولها إنشان كاملان، ما يجعل منها أطول أنياب يمكن أن تتمتع أي أفعى في العالم على الإطلاق. أي أن أنيابها طويلة وحادة جدا.
والآن لنتأمل مليا بالأفعى النافثة نفسها، إذا أمعنت النظر جيدا يمكن أن تلاحظ الألوان البراقة فوق جسمها، سترى أنها تتميز بعلامات فارقة وبقع مميزة بالفاتح والداكن في جميع أنحاء جسمها. قد يفكر بعضكم الآن أنه من السهل جدا رؤيتها، ولكن إذا ما وضعت مثلا بين أوراق الشجر، أو فوق الحجارة والصخور والأغصان اليابسة وتحيطها ببعض الظلال، ستختفي تماما، بلا شك، لأنها تتمتع بألوان واقعية رائعة جدا.
الميزة الأخرى للنافثة هي أنها لا تعتبر من الثعابين الكبيرة جدا، وعادة ما لا يطول حجمها كثيرا، حتى أنها لا تتعدى الثلاثة أو الأربعة أقدام، وقد تصل العملاقة منها إلى خمسة أقدام، ولكنها تتمتع بأجسام سمينة وثقيلة الوزن. ومن هنا يمكن أن نتعرف على مصدر اسمها، فهي تنفث وتنفخ، وفي هذه الأثناء يقوم جسمها بالتقلص والتمدد، كما تسعى لأن تبدو كبيرة وشريرة قدر الإمكان، فتمدد جسمها إلى أقصى الحدود، وتعاود الانكماش مرة أخرى، وهي تتنفس بصوت مرتفع جدا عندما تفعل ذلك، فتصدر صوتا مخيفا تتردد غالبية الحيوانات في السعي إلى مهاجمتها أو الاقتراب منها.
يعرف عن الأفعى النافثة أنها تقتل عدد من الأشخاص في أفريقيا يفوق جميع الأفاعي الأخرى هناك، فهي خطيرة جدا، أما أسباب قتلها الكثير من الناس، فهي متعددة جدا، منها أنها تنتشر في جميع أنحاء القارة، ونتذكر أنها ليست في الصحراء الكبرى ولا تتواجد في الأدغال الاستوائية، بل في السهول والمروج، حيث يسكن الناس عادة. الميزة الأخرى لهذه الثعابين هي أنها كثيرة الانتشار، ولكن هذا لا يعني فقط أنها في مناطق شاسعة، بل وهناك الكثير منها أيضا. كما نعلم بأنها تتسلح بأنياب طويلة معززة بسم فتاك جدا، كما أنها تحقن كمية من السم تفوق جميع الثعابين الأخرى، ونتحدث هنا عن النافثة الراشدة بالطبع، التي تخزن كمية من السم الكفيل بقتل أربعة أو خمسة أشخاص في وقت واحد، أي أنها فتاكة فعلا.
من مزايا النافثة الأخرى هي أنها تخرج في الليل، أي أنها تفضل العمل بعد حلول الظلام، وهي عادة ما تكمن ليلا وسط الطرقات بانتظار أن يمر حيوان ما كي تلسعه و تأكله، والمشكلة هنا هي أن الناس يمرون على هذه الطرقات أيضا، وماذا يحدث في تلك الأثناء؟
لنفترض أن شخصا يسير على هذا الطريق حين يتعرض فجأة، للسعة الأفعى اللاسعة، فيتنبهوا حينها فقط لوجود ذلك الثعبان على الطريق، وأي طريقة مريعة هذه لاكتشاف وجود الحية هناك. أي أنها أفعى خطيرة لا يمكن أن تراها في الليل.
وهكذا تعتبر هذه الثعابين بين الأشد فتكا ورعبا وخوفا يمكن أ، تجدها في أي مكان من العالم. فهي تتمتع بأنياب طويلة وسم قوي فتاك جدا، كما أن ملامحها وصوتها يوحي بالشر والأذى فعلا، أي أنها مخيفة إلى جانب كونها فتاكة.
--------------------انتهت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ameer.3oloum.com
ameerzanaty
Admin
ameerzanaty


عدد الرسائل : 176
العمر : 49
الموقع : https://ameer.3oloum.com
تاريخ التسجيل : 21/02/2008

موسوعة الثعابين Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الثعابين   موسوعة الثعابين Icon_minitimeالأحد أبريل 20, 2008 6:50 pm

ملك الأفاعي


ناشر الموضوع : الجويري

موسوعة الثعابين 2555.imgcache

ملك الأفاعي

قد لا تتعرفوا على هذا الثعبان بمجرد النظر إليه، ولكن عندما أخبركم عن اسمه لا بد أن يتذكره الكثيرون منكم. إنه ملك الأفاعي. وهو لا يحمل هذا اللقب لأنه أكبر من غيره، كلا، فهناك العديد من الثعابين التي هي أكبر منه، ومنها البوا والعاصرة والإنيكوندا، إلى جانب الكثير من الثعابين الأخرى التي تفوقه حجما. ولكنه يحمل هذا اللقب لأنه أقوى من الأفاعي الأخرى. كما أنه لا يحمل هذا اللقب لأنه أقوى من الثعابين الأخرى، فهناك الكثير من الثعابين التي تفوقه قوة. كما أنه لا يحمل هذا اللقب، لأنه الأشد ذكاء من باقي الثعابين، كلا، والحقيقة أن الثعابين لا تتميز بالذكاء. بل هي كائنات تسير في حياتها روتينيا ولا تغير كثيرا في نمط حياتها. أي أنه لا يحمل اللقب لأنه أكثر ذكاء من غيره، بل يحمل اسمه لأنه يأكل الثعابين الأخرى. مع أنه لا يتغذى على أكل الثعابين وحدها، بل يأكل العديد من الحيوانات الصغيرة الأخرى التي يمكنه حجمها من ابتلاعها. فهو يأكل الجرذان والفئران والسحالي، حتى أنها تأكل العصافير وبيض العصافير، ولن توفر بيص السلحفاة عندما تعثر عليه. ولكنها تفضل أن تأكل الثعابين.
ولكنه لا يتغذى على نوع بسيط من صغار الثعابين كحية الحلقات التي تعيش في الحدائق أو ما شابه ذلك، هل سبق أن رأيت حلقة الحلقات، إنها صغيرة جدا بحجم القلم. وهي سوداء لامعة يحيط بعنقها قلم مذهب صغير، فتبدو وكأنها ترتدي عقد صغير.
المهم أن ملكة الثعابين تتغذى على تلك الحية الصغيرة، ولكنها ليست الوحيدة التي تأكل، على الإطلاق، فهي تتغذى حتى على الثعابين السامة. يمكن أن تأكل الثعبان المرجاني وذو الرأس النحاسي، حتى أنها قد تأكل الحية المجلجلة.
أما الطريقة التي تصطاد فيها الحية المجلجلة هي التالية: يجب أن نعلم بأنها لا تطارد الحية المجلجلة في كل مكان، بل تنتظر حتى تصبح كل منهما قريبة من الأخرى، وما أن تقترب منها حتى تنقض فجأة وتضع رأس المجلجلة في فمها، فتمنعها بهذه الطريقة عن لسعها، وبعدها تلف جسمها على جسم المجلجلة وتعصرها حتى لا تتنفس، وعندما تتأكد من سكونها تبتلع ما تبقى من الحية.
إنها طريقة فعالة لاصطياد الثعابين وجعلها غذاء له. أي أن ملكة الثعابين تستطيع أن تقتل المجلجلة، ولكن قد يتساءل البعض عما سيجري إذا ما أصابه الارتباك؟ ماذا سيجري إذا تردد قليلا؟ ماذا سيجري إذا أمسك المجلجلة من ذيلها بدل رأسها؟ ما سيجري هو أن المجلجلة لن تتأخر في لسعه، وبحقن فيه بعض السم. ماذا سيصيب ملكة الثعابين حينها؟ حسنا، لن يصيبها مكروه، لن يقتلها ولن يؤذها ولن تشعر بالمرض. أما السبب في ذلك فهو أن ملكة الثعابين تتمتع بمناعة ضد سم المجلجلة. أعني بالمناعة أن السم الذي لدى المجلجلة لا يؤثر بها.
فعلى سبيل المثال، إذا ارتديت سترة واقية من الرصاص، ستتمتع بالمناعة ضدها، لا يمكنها أن تعبر السترة وتؤذيك.
إذا تلقيت لقاحا ضد الشلل، ستتمتع بالمناعة ضده، لا يمكن أن يصيبك بالمرض. وإذا حقنت الكلب بلقاح لداء الكلب وعضه حيوان مصاب بالمرض، لن يتأثر به، وهذا ما ينطبق على ملكة الأفاعي فهي تتمتع بمناعة ضد سم المجلجلة.
ولكن ماذا إن تعرض للسعات الثعابين الأخرى هنا في أمريكا مثل المرجانية؟ لديه مناعة أيضا، وماذا عن ذو الرأس النحاسي؟ لديه مناعة، وماذا إن لسعته حية الماء؟ لديه مناعة ضدها أيضا. وماذا إن لسعته الكوبرا؟ سيموت فورا. بلا شك لأن هذا الثعبان لا يتمتع بالمناعة ضد الثعابين التي تعيش في أراض بعيدة عن المنطقة التي يسكنها. أي أنه إذا ما تعرض للسعات الكوبرا أو حية النمر أو ثعابين أخرى من آسيا وأفريقيا وأستراليا، حيث لا تسكن ملكة الثعابين، سيموت على الفور.
أي أن هذا الثعبان يتمتع بمناعة ضد الثعابين التي تسكن هنا في الولايات المتحدة الأمريكية، وليس ضد الثعابين التي تسكن في مناطق أخرى.
والآن، بما أنه يتمتع بمناعة ضد جميع السموم الأمريكية، قد يتساءل المرء، لماذا يكترث للامساك برأس المجلجلة والإبقاء على فمها مقفلا؟ خصوصا وأنها إذا لسعته، لن يؤذه سمها. السبب الرئيسي الذي يجعله يبقي على فمها مقفلا، هو خوفه فقط من أنيابها، فللمجلجلة أنياب طويلة وحادة، حتى أن طول هذه الأنياب في الثعابين الكبيرة قد يصل إلى إنش كامل. ما يعني أنه إذا لسعته المجلجلة، ستغوص أنيابها كالإبرة إنشا كاملا في جسمها. والملكة لا تحب ذلك ولا أنت أيضا ولا أي ثعبان على الإطلاق. والحقيقة أنها إذا لسعت في مكان حساس، كأن تلسع في القلب مثلا، من المحتمل أن يسبب ذلك بموتها. أو أن تلسع في الرأس، حيث تغوص الأنياب مباشرة في الدماغ، سيكفي ذلك لقتلها بقوة الأنياب فقط دون الحاجة للسم هنا.
أي أنه يصر على الإمساك برأس المجلجلة لأنه لا يريدها أن تلسعه، فقد تقضي عليه.
أي أن ملكة الثعابين تتمتع بمناعة ضد جميع الثعابين في الولايات المتحدة، ولا يمكن لأي ثعبان أو حيوان بحجمها أو أصغر منها أن يسبب لها الأذى أو الضرر، على الإطلاق، لأن هذه الحيوانات لا تعتبر عدوة لها، بل هي غذاء لها. باستثناء حالة واحدة. هل يمكن أن تعرف ما هو الحيوان الذي يتغلب عليها رغم أنه من الحجم نفسه تقريبا؟ إنها ملكة الثعابين!
إنها الحقيقة فالثعابين تأكل بعضها البعض، تأكل بعضها، فعلا، حتى أنها تأكل عائلتها. إذا زارتها أمها في الصباح، قد تأكلها على الإفطار، وإذا زارها والدها ظهرا، تأكله على الغداء، وقد تأكل الأجداد على العشاء، وتفكر بأقاربها للحلويات. أي أنها تأكل أقاربها.
ولكن هذا الثعبان لا يمكن أن يأكل حية أكبر منه، فإذا كان طوله لا يتعدى المتر الواحد لا يمكن أن يأكل ثعبانا طوله متران. كلا، أما الثعابين التي من حجمه أو أصغر منه، فلا بد أن تصبح غذاء له.
=-=-=-=-=
جئتكم الآن بهذه السحلية الكبيرة كي ترونها، وهي تعرف بـ سكينك جزيرة سلومون العملاق. انتبه لما أقوله، السكينك هو العملاق، وليست الجزيرة. قد لا يبدو لك عملاقا، كلا، ولكن إذا أخذت حجم السحالي العادية بالاعتبار، فهو من السحالي العملاقة مقارنة بها.
لدينا أنواع من السكينك هنا في أمريكا، وإذا أردت العثور عليه هنا، من المحتمل أن تجده تحت شيء ما، فهو يحب العيش تحت لحى الشجر، وتحت أساسات المنازل القديمة، وتحت أكوام الخشب والركام، وتحت أوراق الشجر وأشياء مشابهه. أما هذه النوع من السكينك العملاق فيختلف قليلا عن السكينك الأمريكي، الذي هو أصغر حجما، ولا يتعدى طوله الثمانية إنشات، أما هذا العملاق فقد يصل طوله إلى أكثر من قدمين. أنه سحلية عملاقة فعلا.
الفارق الآخر بينهما، هو أن السكيك الأمريكي يأكل اللحوم، فعلا فهو يحب الديدان والحشرات حتى أنه يفضل طعم العنكبوت، فهو يعتبر طعمه لذيذا، أما العملاق فيجده كريها، لأنه يفضل النباتات ولا يمكن أن يأكل هذه الأشياء. فهو يعيش على الفاكهة والخضار وأوراق الشجر وما شابه ذلك.
إذا أردت العثور على هذا العملاق عليك الذهاب إلى جنوب المحيط الهادئ، إلى مجموعة جزر يسمونها جزر سلمون، وحتى إذا وصلت إلى هناك، من المحتمل ألا تجد ايا منها، أما السبب في ذلك فهو أن هذه الحيوانات لا تتنقل علنا على الأرض، ولا يمكن أن تدخل الفنادق التي تقيم أنت فيها، بل تمضي غالبية أوقاتها في أعالي القمم، تتسلق رؤوس الشجر.
ولكن العيش فوق الأشجار يأتي ببعض المشاكل، وهو أن هناك بعض الحيوانات التي تسكن هناك، وهي تعتقد أن لهذه السحلية طعم شهي، لهذا يريدون التهامها على الغداء. إذا كيف تتخلص من أعدائها؟ هل تعتقد أنها تتقن القتال؟ كلا، هذه السحالي مسالمة جدا، وكلما فكرتن في القتال، يأكلونها فورا. لن تفلح في ذلك. هل تعتقد أنها ستلجأ إلى الفرار؟ كلا، فهي بطيئة جدا، كلما حاولت الفرار، يلتهمونها أيضا. حسنا، هل تعتقد أنها ستختبئ؟ أتمنى ذلك، فإن لم تختبئ، سيأكلونها أيضا. من حسن حظه أنه يتقن التخفي جيدا، أما السبب في إتقانه ذلك، فهو شكل جلد الخارجي. قد تلاحظ بأن لونه أخضر معتدل، أي أنه شبيه جدا بملابس التمويه العسكرية، والحقيقة أن ملابس التمويه التي يستعملها الجنود، تساعدهم على الاختباء في الأدغال، دون أن يراهم الأعداء.
أما هذه الحيوان فلا يحتاج إلى الملابس، لأنه مموه بالكامل، فلديه جلد يمكنه من التخفي. فإذا ما شاهد حيوان يتسلق الشجر مثل ملكة الثعابين، يلجأ إلى ما بين أوراق الشجر ليجلس هناك بهدوء، فيتابع الثعبان مسيرته، دون أن يتمكن من رؤيته هناك.
قد يكون جالسا هناك بين أوراق الشجر حين تبدو في الأفق نسور وعقبان وطيور جارحة أخرى تحوم حول تلك الشجرة، دون أن تراه بين تلك الأوراق، على الإطلاق، أي أنه يتقن الاختباء جيدا بين الأشجار. ولكن هناك مشكلة أخرى يمكن أن تواجه فوق الأشجار، هو احتمال سقوطه، فعلا ولكن لحسن حظه أنه من أبطال العالم في تسلق الشجر، أما سبب البطولة فهو هنا، يمكن أن ننظر أولا إلى أقدامه، حيث ترى أصابع طويلة وقوية جدا، وهو يستخدمها كما نستعمل أصابنا تماما، وذلك كي يمسك بها ويتمسك بثبات، أما في نهاية كل إصبع فلديه مخلب صلب، يفيده في غرسها عميقا في الخشب ولحى الشجر، كما يغرسها الأن في يدي، إنها الحقيقة، وهكذا، فحتى لو كانت الرياح عاتية، والعواصف تضرب من الجنوب والشمال، لا يمكن أن يسقط أبدا، على الإطلاق، حتى أنه الآن يمسك بي بشدة، لدرجة أني لا أحتاج لإمساك به. يدي مفتوحة بالكامل، ومع ذلك لا أستطيع التخلص منه، حتى لو حاولت ذلك، فهو يتمتع بقدر على الإمساك ومخالب حادة جدا، وهذا ما يجعله بطل عالمي في تسلق الأشجار.
لا شك أن بعضكم يتقن تسلق الأشجار، وتعرفون أن أفضل المتسلقين على الإطلاق مثل هذه السكينك، يمكن أن يسقط على الأرض يوما أليس كذلك؟ طبعا، ألم يسبق لأحدكم أن كان على الشجرة يوما، حين داس على غصن واحد كان ضعيف جدا، وتحطم؟
تعرف ما أعنيه، عندما يتسلق المرء بسهولة وهو يستمتع، فجأة يتحطم أحد الأغصان تحته، فيسقط أرضا ويكاد يحطم قدمه أو ساعده أو حتى رأسه، إنها تجربة مؤلمة، وهذا ما قد يحدث له أيضا.
ولكنه يعرف السبل المناسبة يقي نفسه من الحوادث فوق الشجر، بالطريقة نفسها التي تتفادى فيها أنت التعرض للحوادث في السيارة. ماذا تفعل عند ركوب السيارة؟ تربط حزام الأمان طبعا أليس كذلك؟ بلا شك، وهذا ما يفعله أيضا، والحقيقة أنه لا ينسى استعماله أيدا، وهو يسميه الذيل. فإذا كان يمشي قفوق أغصان الشجر، ووجد نفسه فوق غصن ضعيف، تحطم فجأة، دون عناء، لأنه يمسك بغصن آخر في حزام الأمان لديه، ويتأرجح قليلا لأنه يعتبر ذلك مجرد لهوا يحب الاستمتاع به، ثم يعاود التسلق إلى ما كان عليه.
يمكن أن ترى بأنه حيوان يستطيع التأقلم بسهوله، على العيش فوق أعالي الشجر في جزر سلومون.
كثيرا ما أتلقى السؤال نفسه عدة مرات من الناس، وهم يستفسرون، كيف أتمكن من الإمساك به؟ دعني أخبرك شيئا. قد يفكر البعض أني أرى واحدا فوق شجرة فأتسلقها وأمسك بالسحلية لأضعها في الحقيبة وأنزل عن الشجرة بعد أن أحصل لنفسي على سكينك عملاق. ولكن المسألة لا تسير على هذا النحو، دعني أخبرك بما قد يجري هنا.
لنفترض أنك رأيت سكينك فوق شجرة، وقررت التسلق للحصول عليه، فتبدأ على الفور بتسلق الشجرة، حتى تكاد تصل إليه، فتمد أصابعك نحوه، وتوشك أن تلمس بذيله، أتعرف ما سيفعله؟ سوف يقفز، ويمسك بأوراق الشجرة المجاورة، ثم يستدير نحوك، ويلقي عليك التحية. فعلا، وقد تشعر بالمهانة، حين تجد نفسك في أعلى الشجرة تقول في نفسك أن هذا السكنيك تصرف بذكاء أكثر منك. فتنزل عن الشجرة وتتجه نحو الشجرة المجاورة، وتبدأ بالتسلق مرة أخرى، وما أن تقترب منه، فتمد إليه أصابعك، حتى تكاد تلامسه، فماذا سيفعل؟ سيقفز عن الغصن، ويتمسك بأوراق الشجرة الأولى، ثم يستدير نحوك ويلوح بيديه.
عندها ستشعر بالكراهية نحو وستقول بنفسك أنك لا تريد أن تعاود رؤيته في حياتك على الإطلاق. وقد تقول أنك لن تأخذ سكينك معك إلى البيت حتى لو أعطوك ألف دولار. تستمر غاضبا على هذا النحو حتى تصل إلى الأرض، خاصة حين ترى هذا الحيوان يجلس على غصن الشجرة يلوح بيده مستودعا، وهو يسخر منك.
فعلا فهذا حيوان متأقلم على العيش فوق أعالي الشجر في جزر سلمون. أما طريقة الإمساك به، فهي انتظار شخص يأتي فيقطع الشجرة، عندما تسقط الشجرة يسرع الناس ويمسكون بالسحلية ويضعونها في حقيبة قبل أن تعاود الصعود إلى شجرة أخرى. أي أن الإمساك بهذه السحلية صعب جدا. ولكنها معتادة جدا على العيش فوق الأشجار في جزر سلمون، وأعتقد أنك توافقني الرأي، في أنها نجحت جدا في البقاء على قيد الحياة هناك.
=-=-=-=-=--=-=
تمكنت من إحضار هذا الثعبان كي ترونه هنا، وهو عادة ما يمكن أن تراه يجول في أنحاء كليفورنيا وأوريغان، وهم يسمونه ثعبان الغوفر، الذي له الكثير من الأقارب في أمريكا، فإذا توجهت إلى شرق القارة ستجد قريبه ثعبان الصنوبر، وهو يحمل هذا اللقب لأنه يسكن غابات الصنوبر، وإذا توجهت إلى وسط القارة سوف تجد الثعبان الوقح، وهو يسكن في السهول وبين الأعشاب، وهو يحمل هذا اللقب لأنه صاحب أعلى صوت في الولايات المتحدة وهو ينفث، ويقال أن ارتفاع صوته شبيه بصوت النسر قبل أن يهاجم فريسته، لهذا يسمونه بالثعبان الوقح. وإذا استمريت بالتوجه غربا سوف تعثر على ثعبان غوفر كهذا، وهو يحمل اسمه تيمنا بحيوان صغير آخر يدب على الأرض.
تكثر ثعابين الغوفر في كليفورنيا، وعدد من الولايات الغربية، وإذا توجهت إلى الولايات الجنوبية، ستجد أن لديهم حيوان هناك يسمونه غوفر، ولكن ذلك الغوفر ليس ثعبانا، بل سلحفاة، فعلا إنها سلاحف الغوفر، وهي شهيرة بأمر بارز، هو أنها تحفر الجحور، وهي ثقوب كبيرة يبلغ طولها في بعض الأحيان ثلاثون قدما، وهي مسافة طويلة بالنسبة لسلحفاة صغيرة.
ثعابين الغوفر كهذه تحفر الجحور أيضا، لا شك أنها تمضي الكثير من وقتها في الحفر واللعب تحت الأرض، علما أن هذا ليس كل ما تحب القيام به، فهي تحب التسلق أيضا، لهذا تتسلق بعض النباتات وحتى الأشجار أيضا، ويبدو أن هذا الثعبان أخذ يتسلق يدي الآن، أي أنه حفار كبير ومتسلق أكبر.
إذا أردت العثور على هذا الثعبان يجب أن تبحث فوق الشجر وفي الثقوب أو تحت الأرض، أي أنه قد يكون في أي مكان، أما سلحفاة الغوفر، فلن تجدها إلا على الأرض أو في الحفر، لا أعتقد أنك ستعثر عليها يوما ما فوق أغصان الشجر، الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تصل بها إلى شجرة هي عبر مصعد ما، ولا أعتقد أنها ستجد مصعدا في الغابات.
إذا يعتبر هذا الثعبان خبير في التسلق وفي الحفر أيضا، وإذا أردت العثور عليه، يجب أن تبحث في عدة أماكن مختلفة، إذ يمكن أن تجده في الصحراء وفي الجبل وفي الغابات وفي المروج والمراعي وحتى في حقول المزارع أيضا مثل حقول الذرة أو القمح وحتى في بساتين التفاح أيضا. أي أن هذا الثعبان يسكن في أماكن متعددة. أضف إلى ذلك أنه يحب تناول أنواع عديدة من الحيوانات، فهو يأكل الجرذان والفئران كغيره من الثعابين، كما يأكل السحالي ويحب طعم العصافير وبيض الطيور، كما أنه أيضا يحب أكل الأرانب.
يمكن أن ترى بأنه يحب أكل أنواع كثيرة من الحيوانات، ولكن هذا الحيوان يواجه مشكلة كبيرة، هل لك أن تعرف ما هي؟ مشكلته هي الناس، لأن الكثيرين ينظرون إليه ويعتقدون أنه حية المجلجلة، قد يبدو شبيها بها إلى حد ما، فلونه يميل إلى البني كبعض أنواع المجلجلة، وعلى ظهره بعض البقع التي تميز تلك الحية، كما أنه حين يبلغ حدا من التوتر، يهز بذيله بسرعة هائلة، حتى يسفر عنها صوت شبيه جدا بصوت ذيل المجلجلة.
لهذا حين ينظر إليه البعض يقول مباشرة يا إلهي إنها حية مجلجلة، أتعرف ماذا يفعلون؟ يبحثون عن عصى، ويعودون إليه ويضربونه بشدة على رأسه، وهم يحاولون قتله لاعتقادهم أنه مجلجلة، مع أنه لا يقارن بها، فهو ليس ثعبان سام وليس له أنياب، أنظر إليه، حتى أن ذيله لا يحمل جرسا، إنه لا يشبه المجلجلة كثيرا، ومع ذلك يصر الناس على ضربه بشدة، لمجرد اعتقادهم أنه مجلجلة، هل تعتقد أنه يحب الظهور أمام الناس، أبدا، على الإطلاق، لا يمكن أن يحب الظهور أمام شخص يضربه على رأسه كلما رآه، بل تجده يصرخ كفى دعني وشأني ابتعد عني، هل أبدو لك طبلا. هذا ما يود أن قوله، لهذا لا يحب أن يقترب منه أحد. ما الذي يمكن أن يفعله إذا ما اقترب منه شخص ما؟
أتعرف ماذا يفعل، لا شك أنه يحاول إخافته، لهذا يقوم أولا بمد رأسه وعنقه إلى الأمام، ما يجعله يبدو مخيفا وشريرا، لينفث بعدها ويطلق لسانه، ويحرك ذيله بسرعة هائلة، عندما يفعل كل ذلك معا عادة ما ينظر الناس إليه بخوف ويصرخون(.!.) ويفرون بعيدا. ولكنا أحيانا ما نجد شخصا لا يخاف، بل يبقى في مكانه، ينظر إلى ثعبان الغوفر وهو يقول في نفسه: يا إلهي، إنه جميل جدا. فيبادله الثعبان النظرة وهو يفكر: يا إلهي ، لدي مشكلة هنا، فيقفز بعدها ويلسع، كل من يحيط به .
ربما يقول أحدكم الآن أنه لن يفر منه ولن يخاف منه، لأنه ثعبان صغير لديه فم صغير وأسنانه صغيرة، ليس فيه سم ولا أنياب، لا يمكن أن يؤذيني حتى ولو لسعني، ولكن هل تعلم؟ هذا ثعبان غوفر صغير، وقد يبلغ طوله عند الكبر ثمانية أقدام. وعندما يقفز ثعبان بهذا الحجم ويلسع، يجب أن تحاذر جدا.
إذا خرجت يوما ما إلى كليفورنيا في إجازة، أو إذا كنت تسكن هناك، ورأيت ثعبان غوفر، ينفث ويمد لسانة ويهز ذيله، عليك بالهرب، لا تنتظر حتى يقفز ويلسع، فعندما يفعل ذلك، قد يفوت الأوان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ameer.3oloum.com
 
موسوعة الثعابين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الاستاذ امير :: قسم المواد الدراسية :: العلوم-
انتقل الى: